نادي القرن ونادي العقد
بدأت الاستفتاءات المتشعبة، وخصوصا تلك التي تجرى بواسطة الانترنت وتفتح أمام الجماهير، تشوه صورة الاستفتاءات التي تجريها الوسائل الإعلامية والتي تقوم على أسس ومعايير وشروط علمية وواقعية بعيدة عن الأهواء والانتماءات.. وقد طالت هذه الآفة الجائزتين الأسبوعيتين اللتين اعتمدتهما هيئة دوري زين في السعودية، فيما اضطر الهيئة إلى تعديل في طريقة الاستفتاء بحيث يتم الحد من تأثير العواطف والانتماءات. وكثيرا ما انشغلت الجماهير الكروية العربية سابقا في مفاضلات ومقارنان بين النجمين العربيين الكبيرين السابقين محمود الخطيب وماجد عبدالله، فيما انحصر الأمر في المملكة بين هذا الأخير وبين سامي الجابر، لدرجة جعلت حتى المهتمين بهذا الأمر يملون وينكفئون..
بالأمس القريب أثيرت ضجة كبيرة حول اختيار نجم الهلال السابق سامي الجابر كأفضل لاعب مر في تاريخ الكرة الآسيوية, لدرجة أتعبت المكتب الإعلامي في "الفيفا" لجهة كثافة الاستفسارات عن شرعية هذا الاختيار الذي قيل أنه أجري على موقع الفيفا الالكتروني وتبين أنه تصويت وليس استفتاءً يستوفي المعايير المعتمدة. وأكثر من ذلك تأكد فيما بعد أن الخبر بث بطريق الخطأ عبر المركز الإعلامي للهلال.
بل إن الجابر أوضح أنه تلقى اتصالا من صديق له في الفيفا يهنئه بحصوله على اللقب.
اليوم تم الإعلان عن فوز الهلال بلقب نادي القرن في آسيا وذلك عبر الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصائيات وذلك بناء على تتويجه بست بطولات آسيوية. غير أن الاتحاد الآسيوي يتحفظ على هذا اللقب وكان أطلق فكرة "نادي العقد" مع انطلاقة دوري أبطال آسيا بصيغته الجديدة بحيث اتجهت الحسابات نحو احتمال أن يكون الاتحاد جدة أول فائز باللقب كونه حقق لقبين ومازال أمامه لقب ثالث ليكون أول ناد يحمل هذا اللقب المقترح.
وهذا ما تعزز حين تأهل "العميد" لنصف النهائي الآسيوي بقوة وبأهدافه الأربعة في مرمى باختاكور الأوزبكي.
وسواء اعتمدت صيغة "نادي القرن" أو "نادي العقد" فإن الوهج سيكون سعوديا في الحالتين إذ لا شيء يمنع الاتحاد الآسيوي من فرض صيغته من دون أن يعترض على صيغة الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصائيات.
وإذا أضفنا ذلك إلى ما حققه محمد الدعيع الحارس الهلالي من لقب لحارس القرن وآخر العميد اللاعبين في العالم وهو اللقب الذي سبق أن حمله ماجد عبدالله مع كل ما رافق هذا الاستحقاق في حينه من لغط حول عدم احتساب العديد من المباريات لنجم النصر السابق وإذا أضفنا أيضا فوز منتخب السعودية بكأس أمم آسيا ثلاث مرات وحصول عدد لا بأس به من اللاعبين السعوديين على لقب أفضل لاعب آسيوي.. نصل إلى الواقع الناصع: الكرة السعودية زعيمة أكبر قارة على الرغم من الإخفاق في التأهل الخامس على التوالي للمونديال.. فالمرات الاربع المتتالية رقم قياسي ومشرف.
التهنئة للهلال يجب أن تكون من كل السعوديين قبل الأشقاء العرب وهذا الإنجاز لا يجير للهلال وحده من دون الكرة السعودية ويعزز من سمعة الكرة العربية.. فباركوه.