بحران قبل نيوزيلندا
باستثناء التأهل السابق لمنتخب السعودية للمونديال الذي تأمن قبل نهاية التصفيات الحاسمة إثر الفوز على أوزبكستان فإن التأهل في المرات الثلاث الأولى كان صعباً لم يحسم إلا في المباراة الأخيرة وفي بعض الأحيان بمساعدة من صديق أو بتلقي الهدية.. وهكذا كان التأهل لمونديال 2002 بفضل هدية من منتخب البحرين الذي هزم منتخب إيران الذي كان ينافس نظيره السعودي على بطاقة التأهل..
البحرين التي كانت جسر عبور السعودية لمونديال 2002 ستشكل الآن عقبة في العبور إلى الملحق الآسيوي ـ الأوقياني، علماً أن البحرينيين سبق لهم أن خاضوا الملحق في المونديال الماضي وخسروه أمام ترينداد وتوباجو بتعادلهم خارج أرضهم وخسارتهم عليها.
السعودي وصل إلى هذا الوضع المتأزم والمعقد، بعد معاناة عدم استقرار الجهاز الفني بتعاقب ثلاثة مدربين (أنجوس وناصر الجوهر وبسيرو). وقبل أن يخسر النقطتين في المباراة الأخيرة على أرضه بالتعادل مع كوريا الشمالية، كان خسر على أرضه خمس نقاط. وعندما يخسر أي فريق سبع نقاط على أرضه فإنه يصبح في وضع صعب، ولو أنه عوض بالفوز خارج أرضه مرتين وبالتعادل مرة.
ويجب ألا يغيب عن حساباتنا أن المنتخب السعودي خسر جهود عدد لا بأس به من نجومه الأساسيين: سعد الحارثي ومالك معاذ وهما مهاجمان أساسيان، ثم غياب الأخوين عطيف عن المباراة أمام كوريا الشمالية، وكان لذلك تأثير واضح انعكس سلباً على وسط الملعب، أضف إلى ذلك التراجع الكبير في أداء اللاعب الأكثر تأثيراً في المنتخب ياسر القحطاني الذي فقد خطورته وحساسيته في التهديف وبدا أن ظروفه الشخصية التي حصلت في الفترة الحساسة، ظلت تهيمن على أدائه المختلف.
أضف إلى ذلك أن ياسر كان من ضمن ستة لاعبين على الأقل خارج مستواهم العادي في المباراة (المشؤومة) وعجز بسيرو عن فعل شيء ينشل التشكيلة من غرقها وضياعها, بل إن تغييراته جاءت متأخرة وغير صائبة.. علاوة أنه أهمل لاعبين مؤثرين مثل تيسير الجاسم وحسن معاذ وعبدالعزيز السعران وترك هداف دوري المحترفين وكأس الأبطال ناصر الشمراني ليستفيد منه في الوقت الضائع.
بسيرو الذي رفع نقاط الفريق السعودي من 4 إلى 12 نقطة، أضاع كل جهوده في المباراة الأخيرة.. وعليه أن يبدأ من جديد وهذا ما سمعه من الأمير سلطان بن فهد الذي طمأن المدرب البرتغالي بأنه سيبقى إلى انتهاء عقده.
وأعتقد أن مباراة كوريا الشمالية في الرياض أعطت الجميع العبرة بأن التأهل الخامس على التوالي يحتاج إلى جهود مضاعفة، وإلى إدراك أن البحرين عقبة كبرى، وهي اسم على مسمى: بحران وليس بحراً واحداً.. كما يجب ألا نستهين بنيوزيلندا معتمدين على نتائجها الضعيفة في كأس القارات.