الصرف السعودي لا يقابله الصفر
أعود لموضوع الصرف الخيالي من قبل الأندية الخليجية على صفقات اللاعبين الأجانب، بعدما نشرت أرقام لا تصدق عما صرفته الإمارات على أنديتها في دوري المحترفين والذي بلغ مليار درهم وذهب نصف هذا المبلغ المخيف للتعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمحليين.
وأكثر ما يلفت ما جاء على هامش نشر هذه الأرقام، بأن النتيجة كانت صفراً بخروج الأندية الإماراتية من الدور الأول لدوري المحترفين الآسيوي، بل بتذيلها مجموعاتها بل إن أحدهما (الشارقة) (هرب) من الميدان لهزالة نتائجه متذرعاً بالتركيز على الدوري المحلي، حيث يعاني وضعاً صعباً.
وهذا الانسحاب الإماراتي بدا وكأنه موجه ضد نادي الشباب السعودي، إذ حسمت النقاط الست منه بعد شطب كل نتائج الفريق الإماراتي، علماً أن السعودي كان تفوق على الإماراتي مرتين وبنتيجة (1 ـ 8) في المباراتين.
هذا الصرف المنقطع النظير، وهذه النتيجة (الصفر) يجب أن تجبرنا على إعادة النظر في هذه السياسة (الهوجاء) التي تتبعها معظم الأندية الخليجية، فإذا استعرضنا الصفقات (الخيالية) لبعض اللاعبين النجوم العالميين مع العديد من الأندية الخليجية، والنتيجة (الصفر) التي نالتها من (عطاءاتهم) أنديتنا الغنية جداً.. يجب أن نتوقف فوراً عن هذا (الصخب المالي).
لقد أهدرت أموال طائلة جداً من خلال (صفقات خادعة) على نجوم أعطوا كل ما عندهم في ملاعبهم، وجاؤوا إلينا (مضروبين)، ومع أننا ناس مؤمنون فقد لدغنا من الجحر ذاته ليس مرتين فقط.. بل عشرين وخمسين وأكثر.
وحدث ولا حرج عن موضوع المدربين الأجانب الذين نبدلهم كما نبدل قمصاننا بالرغم من سمعتهم وعلو كعبهم وسجلاتهم.. وقد أصبحت هذه (الحالة المستشرية) مادة للتندر حول بذخنا وتبذيرنا.. والضحك علينا.
نظرة سريعة لما بدلته الأندية في الخليج من مدربين هذا الموسم وما قبله وما قبله، تبين أننا نحن الضحية وليس المدرب المقال الذي يأخذ الأموال ويمضي.. (وعلى قلوبنا زي العسل).
الأندية السعودية هي في خضم نظيراتها الخليجية من حيث الصرف غير المدروس والتهور والتسرع، ولكنها بقيت بعيدة جداً عن (الصفر)، سواء لناحية المنتخب الذي عدّل وضعه في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال فيما خرج الإماراتي أو لناحية الأندية المشاركة في تصفيات دوري المحترفين الآسيوي، بتأهل الأندية الأربعة وكلها في الصدارة باستثناء الهلال الذي ما تزال أمامه هذه الفرصة، لتفادي الأندية السعودية ملاقاة بعضها البعض في الدور الثاني.
وبغض النظر عن التصنيفات للمنتخب والأندية السعودية، فعلى الأرض يجب أن نعترف أن الكرة السعودية هي الأقوى في الغرب، وليس أدل على ذلك سوى الفوز على الإيرانيين في عقر دارهم، سواء على صعيد المنتخب أو الأندية.