ليس بالصرف وحده تؤخذ البطولات
لو كانت المبالغ المالية التي تصرف على أندية دوري المحترفين هي التي تحدد ترتيب فرق الدوري، لما كان انتهى أول دوري سعودي للمحترفين بترتيب يتنافى مع كل ما صرفته الأندية، ولكان الهلال حل في المركز الأول كونه الأكثر صرفاً سواء على صعيد اللاعبين المحليين أو اللاعبين الأجانب، ولما كان الاتحاد هو الذي ظفر باللقب، ذلك أنه جاء خامساً في اللائحة المنشورة عن المبالغ المدفوعة من قبل الأندية محلياً وخارجياً.
الهلال اكتفى بكأس ولي العهد وبوصافة الدوري ويكمل بنجاح كأس الملك للأبطال وكذلك في البطولة الآسيوية، وربما كان عدم الاستقرار في الجهاز الفني إضافة إلى بعض الإصابات والإبعادات في صفوف اللاعبين السبب الرئيسي في إكمال الصعود إلى المنصات، وخاصة منصة الدوري.
كما أن الاستقرار الإداري في الهلال برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لم يعوض الهزة في الجهاز الفني بإقصاء الروماني كوزمين الذي أتيحت له الفرصة ليحفظ عمله ظهراً عن قلب، وأتى إبعاده في وقت يصعب معه إعادة البناء أو التكملة بالروح والمنهج ذاتهما.
في المقابل استوعب الاتحاد قضية عدم تولي الرئيس السابق منصور البلوي مهام الرئاسة بشكل مباشر، وهو بقي إلى جانب الرئيس أبو عمارة، حتى خلال حضورهما المباريات، مما أوجد استقراراً إدارياً برغم أن معركة الرئاسة فتحت على مصراعيها بدون أن تتوضح الصورة.
ولم يشكل العامل المادي هذه المرة العنصر البارز في تألق (العميد) في البطولات، فالصرف كان محدوداً، فيما كانت النتائج في الملاعب جيدة جداً. الأهلي بمركزه الثالث في الدوري ربما عوض ما دفعه من مبالغ برغم أنه صنف ثانياً في قائمة الصرف، ولكن خروجه من كأس الملك للأبطال أمام الحزم، جعل قلعة الكؤوس تهتز وبالتالي تتحول تفسخات في الجسم الإداري.
وهي الحال ذاتها التي يعانيها النصر الذي خسر بدوره كل شيء هذا الموسم ابتداءً من كأس الأمير فيصل التي خسرها أمام الشباب مروراً بكأس ولي العهد التي أقصي من دورها نصف النهائي أمام الهلال، وأخيراً من كأس الأبطال أمام الهلال ذاته، علماً أن النصر حل ثالثاً في قائمة الصرف على اللاعبين المحليين والأجانب.
أما الشباب الذي حفظ حتى الآن ماء الوجه بكأس فيصل، فيأمل في إنقاذ الموسم في كأس الأبطال التي حقق خلالها أفضل النتائج، وكذلك في دوري آسيا للمحترفين، وهو يدافع عن لقبه كبطل لكأس الأبطال أمام أقوى فريقين: الهلال في نصف النهائي وربما الاتحاد في النهائي.
المربع الذهبي جعل خالد البلطان الأكثر سعادة وفرحاً بتأهل فريقيه الشباب والحزم وذلك للمرة الثانية على التوالي، وهو بالطبع فخور بالحزم الذي أقصى هذا الموسم الأهلي بعدما كان أقصى الموسم الماضي النصر.
وكان خروج الحزم أمام الشباب، ولكن ثمة أمل ضعيف في لقاء فريقي البلطان هذا الموسم، لأن هذا إذا حصل فسيكون في النهائي، وربما تكون فرصة الشباب متاحة، ولكن فرصة الحزم صعبة جداً أمام الاتحاد، ولكن ليست مستحيلة.