انفلات النقد وغضب الحليم
أثبت الفريقان السعودي والعُماني أنهما الفريقان اللذان يستحقان أن يشكلا طرفي نهائي خليجي 19.. فهما الوحيدان اللذان حققا أفضل النتائج ويكفي أنهما الأقوى هجوماً ودفاعاً، مع الإشارة إلى أن كلاً منهما لم تهتز شباكه طوال البطولة، إلا أن السعودي كان الأميز هجوماً (10 أهداف مقابل 7).
الفوز العُماني بكأس الخليج كان مستحقاً لأنه على الأقل كان الأفضل في المباراة النهائية ولكن ذلك لا يمنع أن فرص الفريقين المهدرة كانت متساوية، فالعارضة السعودية ردت كرتين عُمانيتين، والحكم الهولندي حرم السعودي ركلتي جزاء خصوصاً عرقلة الهزازي الواضحة وضوح الشمس، علاوة على إنقاذ الحارس العُماني علي الحبسي الكرة الخطرة لياسر القحطاني.
لقد خسرت السعودية في النهائي واستمر ابتعادها عن المنصة لترتفع الأصوات أكثر فأكثر مطالبة بإبعاد ناصر الجوهر، وطالت الانتقادات (غير المنضبطة) مدير المنتخب فهد المصيبيح الرجل الصامت دائماً وأبداً.
لقد كان هناك (انفلات) في توجيه النقد اللاذع والجارح للمدرب الوطني, لدرجة أن الذي يقرأ ويسمع من دون أن يكون ملماً بحقيقة المنتخب السعودي، يخال أن هذا المنتخب لا يساوي شيئاً.
وفي الواقع أن هذا المنتخب فعل كل شيء: سجل ثلث الأهداف المسجلة في البطولة.. ولم يدخل مرماه أي هدف، وخسر فقط في الركلات الترجيحية وبركلة واحدة أهدرها أهم لاعب في المنتخب، حسب رأيي وهو تيسير الجاسم.. ولم ينل لاعبوه أي بطاقة حمراء.
هذا المنتخب انتفت عنه صفة المشكلة الدفاعية المزمنة، بعدما كوّن الجوهر خطأً جديداً بالكامل, ابتداءً من الحارس إلى اللاعبين الأربعة.. فلم تهتز الشباك من الكرات العرضية التي كانت إلى ما قبل كأس الخليج المرض المزمن للمنتخب، كذلك لم تدخل المرمى أهداف بأخطاء دفاعية.. وذهبت جائزة أفضل لاعب في البطولة إلى أحد لاعبيه (ماجد المرشدي).
وهذا المنتخب سجل أهدافه العشرة من قِبل لاعبي الخطوط الثلاثة: الهجوم والوسط والدفاع: 4 أهداف للمهاجمين ياسر القحطاني ومالك معاذ، و4 أهداف للاعبي الوسط: أحمد الفريدي (هدفان) وأحمد الموسى وأحمد عطيف، وهدفان للاعبي الدفاع عبدالله شهيل وعبدالله الزوري.
ومع ذلك كان الأمير سلطان بن فهد أول المنتقدين للمنتخب، فقد صرح بعد مباراة قطر بأن المنتخب لعب أسوأ مبارياته وأنه لم يشاهده من قبل بمثل هذا السوء.. وبعد المباراة النهائية قال إن المنتخب لم يظهر بالمستوى المأمول.
وحين انفلت النقد الجارح رفع الأمير سلطان صوته مندفعاً بالحرص على المنتخب الذي يستعد للأهم وللتأهل الخامس على التوالي للمونديال.. ولم نعهد الأمير سلطان بهذه الحالة من الغضب، فنحن نعهد به الحلم، وهو ذكرنا بالقول المأثور (واحذروا الحليم إذا غضب).