2017-08-20 | 04:36 مقالات

وجبة سمك خطيرة

مشاركة الخبر      

عشرات الوظائف تسمى وتصنف وتقيم بالخطرة.. يغامرون بحياتهم وأعمارهم من أجل لقمة عيش طيبة وهانئة وكريمة.. ومن رام نيل العز فليصطبر على ... لقاء المنايا واقتحام المضايق.. كما كان يقول محمود سامي البارودي في قصيدة سرنديب الشهيرة.. وبالتأكيد و100 في المئة وما فيه شك أن الملتحقين بتلك الوظائف مجبرون ومضطرون، وإلا ما عملوا ولا صارت مهنتهم تهدد استمرارهم كل يوم في البقاء أحياء يرزقون.. وسبحان مقسم وموزع الأرزاق..

 

الذين يصحون قبل طلوع الشمس ويتجهون إلى سراديب وأدغال المناجم.. هذا عمل شاق وخطير ومميت، وبين حين وآخر نسمع ونشاهد مذيعة أنيقة تزف النبأ الحزين في نشرة أخبار الصباح، عن انهيار المنجم على رؤوس العمال، بينما هرعت سيارات الإسعاف لانتشال الجثث.. خبر سريع يأتي عادة في آخر النشرة.. كان يعيش في آخر اهتمامات الناس في آخر نقطة تحت الأرض، ثم فجأة رحل إلى الدار الآخرة.. وربنا يرحم أموات المسلمين أجمعين..

 

عمال البناء الذين من دونهم ما كانت تشيد الأبراج والمباني العالية وناطحات السحاب.. هم أيضًا يصحون في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس من مشرقها، ويعتلون المخاطر ويظلون معلقين طوال يومهم بين السماء والأرض، وأي زلة قدم صغيرة تعني النهاية المريرة التي يتناقلها أهل الحي، ثم تمسي نسيًا منسيًّا.. هؤلاء حتى نشرات الأخبار لا تهتم بحياتهم ولا مماتهم.. يعني موت وخراب ديار..!!..

 

إذا جلست في مطعم شعبي ونفسك في سمك مشوي.. وقبل أن تهجم على السمكة عقب أن تلظت بالنار، فتذكر أن من صادها ونقلها من أعماق البحر إلى مائدتك الزاخرة تحت المكيف المزعج، هو رجل يشق المحيط ويسلك المخاطر لاصطياد مخلوقات تعيش في الماء.. حياته في خطر دائم بسبب هذا العمل الذي يذهب ضحيته كل عام حول العالم مئات الرجال الأشداء الصبورين على تقلبات البحر وتقلبات الزمن.. وأنت لا تنسى أن تسمي وتأكل بهدوء، وتذكر أن ثلثًا لطعامك وثلثًا لشرابك وثلثًا لنفسك.. وما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه..!!..

 

في فصل الشتاء.. تتسامر مع أصحابك وأصدقائك حول نار متقدة.. وتتكلمون عن الحطب وأفضل أنواعه، وكيف أصبح ممنوعًا وصعبًا، ثم يتذكر أحدكم أغنية جمرة غضى.. يمر الليل هادئًا والنار ودخانها يزيدان وهج الجلسة.. الذي أتى لك بالحطب يا صاحبي رجل ركب الخطر وتحدى المصاعب وغامر بأشياء تعلمها وأشياء لا تعلمها، وتركك تنعم بالدفء وتتذوق لذة الشتاء.. هذه مهنة خطيرة وقاتلة حتى في أمريكا؛ لأن الشجرة الباسقة إذا لم تقطع بشكل متوازن، ربما تقع في الاتجاة الخطأ وتقتل العمال.. عندنا فيها ما يكفيها من الخطر والمغامرة.. قد يتوه في الصحراء الخالية وتتقطع به السبل، وقد يتعرض لحرب غير متكافئة مع الضباع والذئاب والكلاب الضالة..

 

يتزايد الأشرار الذين يزرعون الألغام.. هناك من وظيفته كشف الألغام حتى تصبح هذه الأرض أكثر أمانًا.. خطوة واحدة قد تنهي حياتهم أو على أحسن حال تجعلهم في عداد المقعدين والمشلولين..

في السيرك عشرات الوظائف الخطرة.. مدرب الأسود مثلاً.. والأسد ملك الغابة.. وزي ما كان يقول عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة: "دنا بخاف من الكلب يطلع لي أسد".. لطمة على الطاير من الأسد ترميك صريعًا تسبح في بركة من دمك.. فالأسود ليست دائمًا تحترم المدرب.. أيضًا في السيرك وظيفة فتاة السكاكين، وهذه الفتاة تقف أمام لوح خشبي ليرمي اللاعب السكين باتجاه اللوح، وأي زلة سكين تكون بنت الحلال في خبر كان..

 

في بريطانيا هناك وظيفة تمديد أسلاك الضغط العالي عبر طائرات الهليكوبتر.. ركوب الهليكوبتر وحده خطر.. تمديد أسلاك الضغط العالي.. أعتقد الوظيفة تستحق جائزة أوسكار في الخطر والمخاطر..

أما إذا سألتني عن أسهل وأبسط وأيسر وظيفة؛ فسأقول لك تحليل مباريات كرة القدم.. مهنة لا تتطلب منك أي جهد أو عناء أو تحدٍّ.. تجلس وتشاهد المباراة مثل الملايين، وبعدها تضاء لك الأنوار ويقال لك بكل احترام وتقدير تكلم.. ماذا حدث؟..

 

ثم تقول لهم شيئًا شاهدوه كما شاهدته.. تركتهم يتكلمون في مجالسهم واستراحاتهم ولا أحد يسمع صدى أصواتهم.. وأنت تتكلم وكلٌّ يسمعك.. وتقبض الشيء الفلاني.. اللهم لا حسد.. وبعد ما تطلع من الاستديو تتوجه إلى أقرب مطعم وتطلب وجبة سمك مشوي على الحطب، وتتابع عرض سيرك مثير في التلفزيون.. وإذا رجعت لسيارتك سمعت صوت هليكوبتر عابرة في كبد السماء، ثم تتلقى اتصالاً عابرًا من مهندس يخبرك بأن العمال بدؤوا بسقف الدور التاسع في عمارتك الجديدة.. وتمضي الحياة تعبر كل المخاطر..!!..

 

في السيرك عشرات الوظائف الخطرة.. مدرب الأسود مثلاً.. والأسد ملك الغابة.. وزي ما كان يقول عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة: "دنا بخاف من الكلب يطلع لي أسد".. لطمة على الطاير من الأسد ترميك صريعًا تسبح في بركة من دمك.. فالأسود ليست دائمًا تحترم المدرب.. أيضًا في السيرك وظيفة فتاة السكاكين، وهذه الفتاة تقف أمام لوح خشبي ليرمي اللاعب السكين باتجاه اللوح، وأي زلة سكين تكون بنت الحلال في خبر كان..

 

في بريطانيا هناك وظيفة تمديد أسلاك الضغط العالي عبر طائرات الهليكوبتر.. ركوب الهليكوبتر وحده خطر.. تمديد أسلاك الضغط العالي.. أعتقد الوظيفة تستحق جائزة أوسكار في الخطر والمخاطر..

أما إذا سألتني عن أسهل وأبسط وأيسر وظيفة؛ فسأقول لك تحليل مباريات كرة القدم.. مهنة لا تتطلب منك أي جهد أو عناء أو تحدٍّ.. تجلس وتشاهد المباراة مثل الملايين، وبعدها تضاء لك الأنوار ويقال لك بكل احترام وتقدير تكلم.. ماذا حدث؟..

 

ثم تقول لهم شيئًا شاهدوه كما شاهدته.. تركتهم يتكلمون في مجالسهم واستراحاتهم ولا أحد يسمع صدى أصواتهم.. وأنت تتكلم وكلٌّ يسمعك.. وتقبض الشيء الفلاني.. اللهم لا حسد.. وبعد ما تطلع من الاستديو تتوجه إلى أقرب مطعم وتطلب وجبة سمك مشوي على الحطب، وتتابع عرض سيرك مثير في التلفزيون.. وإذا رجعت لسيارتك سمعت صوت هليكوبتر عابرة في كبد السماء، ثم تتلقى اتصالاً عابرًا من مهندس يخبرك بأن العمال بدؤوا بسقف الدور التاسع في عمارتك الجديدة.. وتمضي الحياة تعبر كل المخاطر..!!..