متى يعتزل ماجد؟
أجمل سؤال سمعته كان من الصديق حسين العبدالوهاب مالك شركة 360 السعودية المنظمة لفعاليات دوري عبداللطيف جميل قبل أشهر، كان نصه: متى يعتزل ماجد عبدالله؟
هذا السؤال فيه من العمق الشيء الكثير في دلالة على أنه حاضر بقوة حتى وإن هجرت قدماه الملاعب الخضراء منذ 1998.
ما أن يُذكر الدوري السعودي حتى يبرز اسمه بوصفه الهداف التاريخي له 6 مرات من دون مناصفة، وما أن يُكتب تقارير دورة الخليج حتى يقفز ماجد مجدداً كهداف تاريخي لها، حتى كأس آسيا يحضر اسم كبير هدافي القارة بقوة بتسجيله 4 أهداف في بطولتين حققها "الأخضر السعودي".
محلياً ودولياً ظل اسم هذا الماجد حاضراً لا يغيب رغماً عن زهده الكبير في التواجد الإعلامي، والبحث في أروقة الاتحادات الدولية عن إنجازات غابت عن أعين الإعلام المحلي، ولعل المزيد من البحث عن منجزات ماجد سيضيف الكثير في ظل وفرة أرقامه الشخصية في بطولات مختلفة، ولعل أهدافه التي تفوق 500 هدف مجرد دلالة حقيقية على أن ماجد لديه إنجازات ظاهرة وأرقام قياسية لا تزال تبحث عن أمين ينجح في جمعها وتقديمها للجهات ذات العلاقة.
قبل أيام جاء من دخول الخبير ماجد عبدالله لعالم وسائل التواصل الاجتماعي ليحدث موجة كبيرة من المتابعة الجماهيرية محققاً عدد كبير من المتابعين في ظرف أيام بسيطة وصل إلى حاجز 300 ألف متابع حتى اليوم تقريباً.
أعترف أنني أتعاطف كثيراً وأنحاز أحياناً مع كل من يكون اسمه ماجد، إذ أراهم ضحية ماجد عبدالله الذي تحول اسمه إلى ماركة مسجلة عصيّة على التقليد، وبات يكفي أن تقول ماجد فقط بدون مقدمات أو أسماء مرافقة ليتحول الذهن مباشرة إلى ماجد عبدالله حتى وإن لم يكن هو المقصود.
ما يهمني التأكيد عليه أن "الأسمر" عبارة عن قيمة وقامة رياضية لكنه لم يتم استثماره بالشكل الأمثل حتى الآن.
هذا الاسم الكبير يتعرض أحياناً إلى إساءات مختلفة من أطراف عدة بحثاً عن قبس ضوء من شمس ماجد من دون أن يجد رادع رسمي يكفل المحافظة على رموز رياضتنا الحقيقيين أو بمعنى أكثر دقة على أسطورتنا الخالدة.
ورغم كل ما حدث لماجد وسيحدث له مستقبلاً إلا أنه يلتزم الصمت، يمارس الترفع عن كل من يسيء له لذا ارتقى سابقاً داخل الملعب على رؤوس المدافعين، والآن يمارس الفعل ذاته بعيداً عن المستطيل الأخضر.
أخيراً ماجد عبدالله ليس للنصراويين فقط هو لكل السعوديين الذين أفرحهم كثيراً، ونجح برأسه وقدميه في كتابة تاريخ ميلاد الكرة السعودية على مستوى القارة الكبيرة، وحقه علينا أن نمارس إنصافه دائماً ومنحه ما يستحقه لا الإساءة له لأننا فقط نخالفه الميول.