أكرموا الجماهير
الموسم الرياضي المحلي بدأ من المدرجات التي أشعلت التنافس بينها قبل فرقها، مدرج النصر كان حامل لواء المبادرة في نهائي السوبر بـ"تيفو" جميل، قبل أن يقفز جمهور الاتحاد البارحة برشاقة عالية، ويحتل مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة بحضور تاريخي وصل إلى 60 ألف مشجع أمام الفتح.
هذه المؤشرات تزيد الضغوطات على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واتحاد الكرة، ورابطة دوري المحترفين لضرورة إيجاد السبل التي تضمن تسهيلات لحضور جماهيري أكبر، في ظل مشكلات متواصلة في آلية بيع التذاكر، وكذلك لنوعية الخدمات المُقدمة لهذه الجماهير.
نحن في الربع الأخير من عام 2014 ولا تزال آلية بيع التذاكر تقليدية بحتة في زمن الهواتف الذكية، والتقنيات المتقدمة، الصور التي يتناقلها الجمهور الرياضي في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر طوابير بشرية تحت الشمس بحثاً عن تذكرة في مقعد لمواجهة كرة قدم لايليق.
أدرك أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع اتحاد الكرة، ورابطة دوري المحترفين لديهم الرغبة في حل هذه المشكلة عاجلاً غير آجل لكن الرغبة لوحدها لا تكفي من دون العمل على تحقيقها عملياً.
ولعل الحديث عن وجود مقاعد بدون أرقام في جميع الملاعب تقريباً باستثناء ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة دلالة على أن تجاهل هذه الإشكاليات البسيطة يُسهم بشكل أو بآخر في إبقاء الوضع السيئ للجماهير على ما هو عليه.
المسابقات الكروية السعودية تتفوق على نظيراتها في المنطقة لأنها تملك جمهورا شغوفاً، متابعاً، محباً، وفيّاَ، وأعتقد أن هذا الجمهور هو من جلب العقود الاستثمارية الكبيرة لكرة القدم السعودية، لذا يحتاج معاملة أفضل، وتسهيلات أكثر.
ربما أن البعض يصف قيمة تذاكر المدرجات السعودية بالأقل على مستوى العالم، وهذا صحيح لكنني أثق أن الجمهور لديه القابلية لدفع ضعف ما يتم دفعه الآن مقابل خدمة أفضل، وأجواء مختلفة.
تجربة ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة بتواجد قائمة من أفضل المطاعم المحلية والعالمية جيدة، وتستحق الثناء خصوصاً أنها جاءت في صرح رياضي تاريخي، وأعتقد أن تعميمها على بقية الملاعب حتى ولو بمستوى أقل سينعكس إيجاباً على الحضور الجماهيري الذي يتنفس كرة قدم.
إجمالاً مقتنع أن الجمهور الرياضي المحلي هو من أبقى كرتنا في المشهد الإعلامي، ومنحها من المتابعة والأفضلية الكثير، وكل ما يحتاجه هذا الجمهور معاملته بالمثل حتى لو بمقابل يدفعه المشجع من جيبه الخاص، الجمهور "يستاهل" و"يستاهل" كثير فقط أكرموهم.