تسويق عالمي لدوري محلي
الحراك التسويقي الموجود حالياً في أروقة الأندية السعودية الكبير منها والصغير يثبت أن ثمة تغيير في التوّجه الإعلاني للشركات الخاصة في الرياضة، والاقتراب منها أكثر وأكثر، وهو توّجه ذكي وجيد حتى وإن تأخر.
ولعل توقيع الهلال والنصر عقود رعاية مختلفة، والاتحاد في الطريق، والأهلي كذلك خلاف الأندية الأخرى يؤكد أن الفجوة التي كانت موجودة على مدى سنوات بينهما وتحديداً في السنوات الأخيرة التي سيطرت فيها شركات الاتصالات بدأت في الاختفاء.
في السياق ذاته بعث لي الصديق والمدرب الوطني الطموح يامن عطار من جدة برسالة إلكترونية، تطرق فيها إلى الجانب التسويقي للكرة المحلية بطريقة جيدة، وجاء فيها:
"كثير من الدول تعاني في بدايتها لمحاولة نشر لعبة قبل تحويلها إلى مرحلة الصناعة التي تحتاج إلى سنوات طويلة، وبالتالي تحقيق عائدات مالية كبيرة تستفيد منها الدولة في البداية، وكذلك القطاع الخاص، وهناك مثال حي على ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية التي استعانت بأشهر لاعب في العالم آنذاك وهو الإنجليزي ديفيد بيكام للتسويق للدوري الأمريكي".
ويضيف "الدوري السعودي يحظى بمشاهدة واسعة في العالم العربي، وعلى المستوى الخليجي أغلب الجماهير هناك تميل للأندية السعودية، وقبل سنوات جاءت فرصة ذهبية للدوري السعودي ليحظى مشاهدة أكبر في رومانيا مثلاً عندما أتى لاعب الهلال السابق ميريل رادوي، ولاعب النصر السابق ولاعب الفتح الحالي إلتون خوزيه اللذان لعبا لفريق ستيوا بوخارست الأكبر شعبية في رومانيا، وهذا الوضع يتكرر حالياً مع لاعب الهلال السابق الروماني بينتلي، ما حدث دفعني للتساؤل: ماذا لو ذهب مسؤول من رابطة الدوري السعودي، ومسؤول من القناة السعودية الرياضية أو من يملك حقوق الدوري للحديث مع نظيره الروماني لمحاولة تسويق وبيع حقوق النقل التلفزيوني هناك".
ويواصل المدرب السعودي الواعد: "حقوق النقل التلفزيوني جزء أساسي من مداخل الأندية، ويأتي بعده دخل يوم المباراة من بيع تذاكر، ومنتجات النادي إضافة إلى الإعلانات التجارية، وكثير من الدول الأوروبية تعتمد على المقامرة، ولكن ليس كحصة كبرى من الدخل كما يتوهم البعض.
يحق لي أن أتساءل: "لماذا لا يتم بيع حقوق النقل لكل دول الخليج الشقيق ودول العالم العربي التي تتابع الدوري السعودي، إذا أخذنا في الاعتبار أن عدد القنوات التي تتابع الدوري الإنجليزي حول العالم أكثر من مائة قناة، ولا أرغب في المقارنة أكثر لكننا نملك الأدوات المناسبة لتسويق الدوري بشكل أفضل على صعيد حقوق النقل التلفزيوني".
الرسالة كانت أطول من ذلك بكثير، المهم أن فكرته في بيع حقوق نقل الدوري السعودي لأكثر من دولة فكرة ستحقق الانتشار وكذلك سترفع من قيمة إيردات عقود النقل مع الإشارة إلى إمكانية أن يكون المصدر واحد لضمان تقديمه بشكل محترف وغير متفاوت ولأهداف أخرى.
أخيراً فكرة جيدة أتمنى أن ترى النور لأن الظلام لا يليق بنا ولا بكرتنا.