دروجبا وفايز المالكي
قبل أيام قضى أكثر من 300 شخص في انهيار أحد المناجم في مدينة سوما التركية، هذه الحادثة التي مثلت فاجعة وطنية وإنسانية دفعت مهاجم فريق غلطة سراي التركي العاجي ديدييه دروجبا إلى التبرع بمليون يورو لأسر الضحايا.
مهاجم النادي التركي الأكبر قال في تصريحات صحفية أعقبت إعلان تبرعه: "أنا سفير للأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وسأفعل كل ما بوسعي لمساعدة الناس في سوما".
وأضاف "لا أريد أن يُستغل أي شخص اسمي، أنا لست ممن يروج لنفسه في مثل هذه المواقف، لا أريد هذا النوع من الترويج".
أتساءل: ما الذي دفع هذا المهاجم العاجي إلى التبرع بمبلغ مليون يورو إلى أناس لاينتمي إلى وطنهم، وعلاقته بهم لاتتجاوز شهور قليلة؟
المليون يورو الذي تبرع به يعادل راتبه لثلاثة أشهر في عقده الذي يمتد عاماً ونصف مقابل 6 ملايين يورو.
لن أمارس جلد الذات نحو مجتمعنا الرياضي المحلي الذي يفتقد إلى هذه المبادرات الشخصية التي باتت ترفع من شأن النجم الرياضي كثيراً في المجتمع خصوصاً أن مداخيل نجوم كرة القدم المحلية باتت توازي قائمة من اللاعبين العالميين، وابتعادهم عن مضمار العمل الاجتماعي أو الخيري يُسيء لهم كثيراً.
في تويتر تحديداً وهو أحد وسائل التواصل الاجتماعي تصدّر السعوديون قائمة الأكثر استخداماً وامتلاكاً للحسابات في العالم (نسبة وتناسب)، ونجوم كرة القدم المحليون كان لهم نصيب من هذا الحراك لكنه بعيد أيضاً عن العمل الاجتماعي أو الخيري رغم أن المسافة التي تفصله عن ذلك مجرد "تغريد" أو "إعادة تغريد"، هذا الأمر يحدث وقائمة كبيرة منهم لديهم جيوش من المتابعين يصل إلى مئآت الآلاف.
يُحسب لنجم الكوميديا السعودي فايز المالكي إنه تفرغ للقيام بهذا الدور متفوقاً على كافة نجوم الرياضة، وربما المجالات الأخرى، قارب متابعوه إلى حاجز 3 ملايين، وهذا لم يمنعه من رفع شعار "إنسان من أجل الإنسان"، وهو ما التزم به فعلياً وهو يحوّل حسابه إلى منصة لإطلاق نداءات الاستغاثة الصحية والاجتماعية، وإلى التركيز على قضية من شأنها أن تخدم أكبر شريحة من المجتمع.
النجم السعودي الكبير ماجد عبدالله الذي غادر الملاعب قبل 16 عاماً تقريباً لم يغادر العمل الاجتماعي أو الخيري، وهو يتواجد في مناسبات مختلفة فضلاً عن تلبيته لدعوات خاصة لمرضى ومحتاجين، حتى قبل أيام قليلة تناقل المُغرّدون صورته في المستشفى مع طفل -قيل إنه هلالي- يرغب في رؤية ماجد، كل ذلك يحدث و"الخبير" بعيد كل البعد عن تويتر متابعة أو مشاركة.
إجمالاً مقتنع أن النجومية تستوجب أداء زكاتها، والمجتمع بكل شرائحه ينتظر من هؤلاء المشاهير تقدير هذه النعمة قبل زوالها، والإسهام بشكل حقيقي في نفع المجتمع حتى ولو بـ"رتويت مجاني" أو "تغريدة عابرة".