2014-04-20 | 07:12 مقالات

المشاهدون ضحايا النقل الحصري

مشاركة الخبر      

يعمد الكثير من الشباب إلى البحث عن أفلام "الأكشن" أو حتى "الرومانسية" التي لاتشهد وجود فواصل إعلانية أو لم تتعرض لحذف بعض المشاهد بدعوى رغبة مشاهدة أحداثها كاملة من غير نقصان، وهو ما دفع الكثير من القنوات إلى تخصيص قنوات أو أفلام، والإشارة في الإعلان عنها على أنها بدون إعلانات أو تقطيع، فضلاً عن تقديمها لعروض مغرية للاشتراك في هذه القنوات غير المجانية.

عن كأس العالم المقبلة في البرازيل الحديث في الوسط الرياضي العربي والمحلي -على أقل تقدير- حول إشكالية النقل التلفزيوني للمونديال والذي لم يسلم منه أحد، القضية الكبرى تتوقف حول رفع قيمة الاشتراك المفاجئ والكبير الذي سيحرّم الملايين في المنطقة من حدث عالمي كبير لايتكرر إلا كل 4 أعوام، والضحية المشجع المغلوب على أمره الذي سيردد من دون وعي أو بحسرة بالغة: "أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منك؟".

أعتقد أن حقوق النقل التلفزيوني الحصري كانت ولازالت مصدر قلق للمشاهد العربي، وتحديداً كل أربعة أعوام، فمن تجربة راديو وتلفزيون العرب (art) التي استمرت سنيناً، مروراً بقنوات الجزيرة الرياضية، وأخيراً استقرارها في قنوات (bein sport) الحالية، إذ ما أن يبدأ العد التنازلي لانطلاق الحدث العالمي حتى تطل مشكلة النقل الحصري برأسها مجدداً، وتحديداً في جزئية الأسعار التي كانت أكبر هم يعاني منه المشاهد.

قنوات الجزيرة الرياضية نجحت خلال السنوات الرياضية في تقديم محتوى مميز فضلاً عن تحديدها لسعر في متناول الجميع مقارنة بسابقتها التي فرضت أسعاراً مبالغاً فيها كثيراً، لكن ما حدث الآن عقب اشتراك عدد كبير من المشاهدين بتلك الأسعار السابقة وتحويل القناة إلى "bein sport" أن الأسعار عادت إلى الارتفاع فضلاً عن إجبار المشاهدين على شراء جهاز استقبال خاص تفوق قيمته قيمة الاشتراك لعام كامل سابقاً.

لن أركب موجة الانتقاد التي بدأت في التصاعد خلال الفترة الأخيرة لكن من حق المشاهد أن ينعم بمشاهدة كأس العالم بجودة عالية وبأسعار مناسبة، وعلى القنوات الناقلة حالياً التحرك السريع لحماية صورة قنواته الزاهية، والتي حققت ما عجز عنه الكثير، خصوصاً في ظل أحاديث تؤكد وجود قناة ألمانية أعلنت نقلها للمونديال بشكل مجاني لمشاهديها، هو ما يضع القنوات الحالية في مأزق يفرض عليها إعادة تقييم الموقف قبل أن تخسر الكثير إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وحينها على المتضرر اللجوء إلى الهواء، لأنه ضحية أو بعبارة أكثر دقة هم مجرد مشاهدين "غلابى" قدرهم أنهم وثقوا في الناقل الجديد، وسلّموه أموالهم فخذلهم، وذلك ما حدث مع القناة السابقة، وكل ما نخشاه أن يتكرر الوضع، وحينها سنردد جميعاً: "أروح لمين؟"