2014-03-30 | 07:05 مقالات

“النصر ..الثنائية تليق بك”

مشاركة الخبر      

قدر النصر أنه ناد كبير جداً، لذا فضّل أن تكون عودته البطولية بالطريقة التي تليق به، أول من أمس أنهى فصل من فصول العودة الكبيرة بتحقيقه للدوري قبل نهايته، وضمّه إلى كأس ولي العهد التي حققها مطلع الشهر الماضي، وبذلك حقق بطولتين في شهرين.

النصر في هذا الموسم اختار منهج العمل وحده، ترك مسيروه الحديث خارج الملعب، وحوّلوه إلى داخل المستطيل الأخضر، لذا كان حديثه رقمياً بطلاقة وفصاحة كبيرة، الأقوى هجوماً، الأفضل دفاعاً، الأكثر انتصارات، الأقل خسائر، الأعلى حضوراً جماهيرياً، رقم قياسي في عدد الانتصارات المتتالية، قريب جداً من الوصول إلى الحاجز النقطي التاريخي، ولو بنقطة واحدة من أمام التعاون في آخر مواجهاته الأسبوع المقبل.

ما حدث هو عبارة عن "تسونامي نصراوي" حقيقي لم يبق لمنافسيه ما يفرحوا به، تفرّغ لإسعاد جماهيره التي قدّمت لوحات جميلة أضافت رونقاً مختلفاً لدورينا، ودفعت الآخرين لمجاراته، وشكل المدرج هو من كسب في النهاية.

الصدارة النصراوية التي كانت من الجولات الأولى أحدثت حراكاً اجتماعياً ملحوظاً لم تعهده الأوساط غير الرياضية، ووسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في مواصلة هذا الحراك حتى تصدّر "هاشتاق متصدر لاتكلمني" العالم في موسم 2013، وربما أن "هاشتاق بطل لاتكلمني" الذي أطلقه أنصار النصر فور إطلاق حكم مواجهة الشباب الأخيرة لصافرة النهاية سيكون في الطريق ذاته.

تجربة النصر الحالية تستحق التوقف طويلاً، لأنها كانت بكل اختصار إلتزاماً حقيقياً بالأدوار المحددة لكل طرف، إدارة الأمير فيصل بن تركي تفرغت لتوفير الأمور المالية، والاحتفاظ بنجوم الفريق، وجلب من ترى تحقيقه للإضافة الفنية، ركزت على الفريق، وتركت الأحاديث الإعلامية جانباً، الأجهزة الفنية والإدارية الكل منهما عرف ما هو مطلوب منه، وعمل على ذلك، أعضاء الشرف اكتفوا بالدعم المالي والمعنوي، ولم يتدخلوا في تفاصيل العمل الإداري والفني، الجماهير أيقنت أن دورها هو مؤازرة الفريق في جميع مواجهاته على أرضه أو خارجها، الخلاصة في النهاية أن الكل عرف دوره بشكل واضح ومحدد، وهو ما أثمر في النهاية تحقيق الفريق لثنائية الدوري والكأس، ومع قائمة من الأرقام القياسية.

هذه التجربة بكل مكوناتها وتفاصيلها وأبطالها تحتاج إلى نسخها في الأندية الأخرى، واستمرارها في نادي النصر وتطويرها أيضاً، إذا هم أرادوا مواصلة الدور البطولي.

أخيراً كنت ولازلت أرى أن الإنصاف ممارسة نبيلة نحتاج إلى نشرها في وسطنا الرياضي تحديداً الذي لا يعترف بأفضلية المنافس، ولا يجد حرجاً في التقليل منه والإساءة له، وكأن إنصاف المنافسة خسارة أخرى تصاف لخسارتنا منه، وسطنا الرياضي يحتاج لأخلاقيات الفرسان وبقوة.

مبروك للنصراويين الثنائية المستحقة التي أشاد بها القاصي قبل الداني، ولأنصار النصر تحديداً مبروك لكم فريقكم الذي يحق لكم أن تتباهوا به.