2014-03-23 | 07:10 مقالات

“شبيحة في الرياضة”

مشاركة الخبر      

الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام المحلية تعرض نائب رئيس نادي الاتحاد المهندس عادل جمجوم للضرب من قبل أحد أعضاء شرف النادي داخل مكاتب الإدارة الاتحادية، كما تم إجباره على كتابة استقالته.

هذه الحادثة لم يتم إثباتها أو نفيها بشكل رسمي لأنها في كلا الحالتين تمثل نقطة سوداء في واقع عمل الأندية المحلية، وسيكون تصرف لن يمحوه التاريخ الرياضي السعودي بسهولة.

ورغم صعوبة الإقرار بحقيقة الحادثة في ظل الحرج الكبير الذي سيطال جميع أطرافها، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلا أن الكثير يؤكد حدوثها، وتم تفضيل عدم إعلانها رسمياً حتى لا يتجاوز حلها إلى جهات أخرى لا علاقة لها بالرياضة.

يوم الخميس الماضي أعلن نادي الوداد البيضاوي المغربي على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت خبر تعرض مجموعة من لاعبيه لإعتداء من عشرات المجهولين بسيوف وسكاكين، وسلبوا هواتفهم النقالة وبعض التجهيزات، كما قاموا بتكسير سيارات بعض اللاعبين قبل الفرار.

إدارة النادي المغربي أبلغت السلطات المحلية لملاحقة المتورطين، أعقب ذلك تقديم عضو مجلس الإدارة حميد حسني استقالته من منصبه احتجاجاً على هذا التصرف.

هذان التصرفان يثبتان أن قضية التجاوزات تحدث في كل مكان إما بشكل فردي أو على شكل جماعات، وغياب الإجراءات الأمنية لهذه التجاوزات ربما يسمح بتكرارها في ظل أنها حوادث جنائية حدثت داخل مقرات أندية رياضية، وبالتالي المفترض إيكال مهمة حلها، والتحقق منها، ومعاقبة المتسبب فيها للجهات الأمنية وليست الرياضية، إلا إذا كانت هذه الجهات تخشى على صورتها الذهنية بالتأثر أكثر من وضعها الحالي.

على الجانب الآخر، ربما يجهل الكثير أن التجاوزات التي تحدث في الإعلام الرياضي بكافة وسائله لاعلاقة للرئاسة العامة لرعاية الشباب بها حتى وإن كانت هي الجهة الرسمية للقطاع الرياضي في البلد لأنها جاءت عبر وسيلة إعلامية مرجعيتها في المقام الأول والأخير هيئة الإذاعة والتلفزيون أو وزارة الإعلام وخلاف ذلك ضياع وقت لامعنى له.

أتفهم وجود ذهنية قديمة لاتزال ترى أن على إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولية مراقبة الإعلام الرياضي، ومحاسبة منسوبيه، لكن هذا الإجراء لايخلو من خلط عجيب نشأنا عليه عقود قبل أن نكتشف عدم صحته متأخرين.

أرى أن يفهم كل طرف في الحراك الرياضي مسؤوليته، ويعي جيداً أن له حدوده التي تنتهي بحدود الآخرين، وأن الأحداث الرياضية تبقى رياضية، ومهم أن تبقى تحت هذا السقف الرياضي، ومحاولة جرها إلى مساحات بعيدة عنها سيخلق أكثر من مشكلة.

أخيراً الحمد لله أن أكبر تجاوز ممكن أن يحدث في أروقة أنديتنا هو أن يتعرض إداري لإعتداء من عضو شرف، ولم يسبق أن شاهدنا صور ملثمين يقتحمون مقر أي ناد للإعتداء على اللاعبين وسلب ممتلكاتهم، وأتمنى ألا نصل هذه المرحلة مستقبلاً.