2014-03-16 | 07:12 مقالات

رياضة فقيرة لبلد غني

مشاركة الخبر      

قبل عامين ونصف تلقت الأندية الرياضية دعماً مالياً مجزياً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أمر بمنح كل ناد في الدرجة الممتازة مبلغ 10 ملايين ريال، فيما تحصلت جميع أندية الدرجة الأولى على 5 ملايين، وفي الدرجات الأدنى كل ناد 2 مليون ريال، هذه المبالغ حينها أسهمت في حل قائمة من مشكلات كافة الأندية بلا استثناء، بما فيها الأندية التي يُطلق عليها مجازاً "الغنية"، وأحدها صرف المبلغ كاملاً خلال 4 أيام فقط من دخولها خزانة النادي.

هذه المبالغ أعلاه توّزعت ريالاتها بين التزامات عدة، إما لسداد ديون، أو عقود لاعبين، والأندية الأكثر وعياً خصوصاً من الأندية الصغيرة هي التي استثمرت هذا الدعم في تطوير بنيتها إما ببناء ملعب أو ترميم صالة، أي بما هو أدوم وأنفع.

الوضع الحالي في الأندية ربما يتم تصنيفه على أنه يوغل كل يوم في السوء أكثر، مشكلات مالية معلنة، ديون متراكمة، حقوق متأخرة، التزامات مع جهات رياضية أجنبية، والمحصلة في النهاية صورة ذهنية فقيرة عن رياضة بلد غني.

على الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تأخرت حتى الآن في إنجاز مشروع الخصخصة، وتحويله إلى واقع عملي الرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وطلب تحويل هذه المكرمة إلى إعانة سنوية بما يسمح في تطوير مستوى الحراك الرياضي، ويزيد في جودة العمل، وبالتالي تنعكس إيجاباً على النتائج الرياضية، وتسمح بمزيد من مناسبات إشغال الشباب بما ينفعهم.

تحويل هذه المكرمة إلى إعانة سنوية ربما يُكلّف خزانة الدولة ما يقارب 500 مليون ريال فقط، وهو مبلغ بالإمكان توفيره تحت أي بند، أو اقتطاعه من موارد أية جهة حكومية أو في القطاع الخاص على شكل ضرائب أو نحوها، المهم في النهاية القدرة على توفير هذا المبلغ الذي سيسهم في إنقاذ رياضة وطن تضم عشرات الآلاف من الشباب الذين يجدون في الرياضة المتنفس الوحيد لتفريغ طاقاتهم، والإسهام في رفعة علم وطنهم في المحافل الدولية.

مقتنع تماماً أن تعامل الدولة المفترض مع الملف الرياضي لا يخلو من أمرين، وتحديداً في الوقت الحالي إما بالدعم المباشر للأندية الرياضية بكافة درجاتها مثلما حدث في الدعم السابق أو بإسراع الخطى نحو إقرار مشروع الخصخصة، في ظل أن ترك الأمور على وضعها الحالي ربما يسهم في المزيد من المشكلات التي لم يسلم منها النادي الكبير قبل الصغير والشواهد كثر، وبالتالي المزيد من التراجع، ونفور الشباب من التواجد في الأندية الرياضية، وإنهاك مسيريها في توفير الدعم المالي، والنتيجة سنراقب الجميع يذهبون بعيداً إلى الأمام فيما نقف نحن في مكاننا ولا نبرحه.

إجمالاً الدول الكبرى تؤمن أن الرياضة صناعة، وحينما نعجز عن مجاراتهم في صناعتهم فهذا لا يمنعنا من شراء مخرجات هذه الصناعة.