2014-02-11 | 07:28 مقالات

يا فاجر

مشاركة الخبر      

"الفجور في الخصومة" لمن لم لا يعرفها، يحتاج فقط إلى متابعة ما يحدث في المشهد الرياضي المحلي الذي يزخر كل يوم بحوادث عدة تعزز هذا السلوك السلبي الذي عدّه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صفات المنافقين.

يحدث لدينا أن يُقدم نجم رياضي في فريق جماهيري على تصرف سلبي، وهو أمر يحدث باستمرار لكن التصرف الذي بات يلازمه هو تباين ردود الأفعال بين محب وكاره، ولا وجود البتة للحياد في هذه الصراع.

أنصار هذا الفريق ينبرون للدفاع عنه، وربما تبرير خطأه، ورمي المسؤولية على جهات أخرى، في المقابل خصومه يتفرغون لتضخيم مخالفته، والمطالبة بإيقاع أقصى العقوبات بحقه، بل ومحاولة تأليف قصص مختلفة لتأليب الرأي العام تجاهه.

بعدها بأسبوع فقط يتكرر الموقف ذاته لكن مع تغيير بسيط في أبطال المشهد، ما يحدث حينها أن من كانوا يهاجمون نجم الفريق المنافس هم أنفسهم من يدافعون عن نجمهم الذي وقع في الخطأ ذاته، وحينها فقط تسقط أقنعة من كانوا يطالبون بما هو في صالحهم لكنهم في الوقت ذاته يرفضون إقرارها على نجومهم في تمثيل حقيقي لمفهوم "الفجور في الخصومة".

كنت ولا زلت أرى أن من يفقد شجاعة انتقاد من يميل له في حال الخطأ ليس أهلاً لثقة الجماهير الرياضية، ولا يستحق تصدير نفسه في وسائل الإعلام بأنه ناقد رياضي، الكل له ميوله، والجميع لديه انتماؤه الذي يخفيه أو يظهره لكن الحقيقة يجب أن تبقى بعيدة عن التلوين، عصيّة على السيطرة، الحصول على احترام المتلقين ينبع من احترام الشخص لنفسه، وتقديمه للحقيقة وقول الحق على حساباته الخاصة التي تغضب المتعصبين فقط حتى من يشترك معهم في الميول لا يسلم من سخطهم لأنه يرفض وصاية مدرج أو مسيريّ ناديه الذين يريدون إجباره على رؤية ما يرونه فقط أو حتى وضع الكلام في فمه وتحويله إلى آلة يستخدمونها لتحقيق أهدافهم وإيصال رسائلهم.

لدينا فقط تحوّل المشهد الرياضي إلى مزاد شعارات، وباتت ممارسة المتاجرة بألوان الأندية، والإساءة لمنافسيها بضاعة الأغلبية للأسف حتى أصبحت الإساءة للمنافس هي طريق الشهرة والنجومية فيما امتداح ناديك ممارسة عادية لا ترقى إلى إرضاء الجماهير الذين يطلبون أبعد من ذلك بكثير.

أوراق التوت ساقطة لا محالة عمن ينقصه شال ناديه المفضل، والوقت كفيل بذلك، ليقيني أن ما يحدث حالياً هو مرحلة فرز سيصمد فيها الأنقى والأرقى فقط.

أخيراً.. كن نصراوياً أو هلالياً أو اتحادياً أو أهلاوياً هذا حقك المشروع لكن قبلها كن مسؤولاً وعادلاً ونزيهاً، وتمتع بأخلاقيات الفرسان، والأخيرة تحتاج الكثير، وقلة من يستطيع الوفاء بها.