“الألف ميل يبدأ ببطولة”
"نحن ماضون في طريقنا لتحقيق الدوري، وكأس ولي العهد أتت في الطريق فأخذناها"، العبارة أعلاه كانت لهداف النصر الجديد محمد السهلاوي عقب تتويج فريقه بلقب كأس ولي العهد قبل 3 أيام، هذه العبارة تعكس مدى الثقة التي بات يتمتع بها نجوم العالمي، وما تحقيقه لهذه البطولة سوى تتويج حقيقي لتفرد الفريق الموسم الجاري بين كافة نظرائه، ولعل قائمة الأرقام التي يتميز بها النصر في الدوري والكأس تثبت أنه يُغرّد خارج السرب.
ما حدث في أروقة النصر بكل اختصار أن جميع عناصره داخل الملعب وخارجه تفرغوا للقيام بواجباتهم فقط، وهو ما أثمر، وربما أن هذا ما تحتاجه بقية الأندية.
إدارة النصر تفرغت لجلب العناصر المحلية والأجنبية القادرة على تحقيق الإضافة الفنية، وتسيير أمور النادي الإدارية والمالية، ولعل عبارة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي: "سنسجل ونسجل ونسجل" باتت عنواناً لنوعية العمل المختلف الذي أثبت صحته في النهاية.
أعضاء الشرف واصلوا دعمهم كل حسب إمكاناته، لذا ظهر في النصر حالياً جيل شرفي شاب داعم وبسخاء بعيداً عن الأضواء والضوضاء، يتفرغ للدعم والمساندة والمشورة من دون التدخل في صميم العمل الإداري والفني للفريق.
على مستوى كتيبة نجوم الفريق مع الجهازين الإداري والفني كان هناك تناغم كبير في العمل، وقدرة كبيرة على تجاوز مطبات صعبة واجهها الفريق في طريقه خلال الفترة الماضية، والنتيجة صدارة للدوري بفارق 6 نقاط عن الوصيف، والظفر بكأس ولي العهد.
جماهيرياً اثبت المدرج الخليجي الأكبر أنه الأكثر تأثيراً وإبداعاً وإمتاعاً لجميع متابعي الكرة السعودية، حتى بات الجمهور المحلي في كل مواجهة على موعد من لوحة جماهيرية جديدة لاتخلو من إبهار كبير.
المحصلة أن تجربة النصر الجديدة التي يقودها صانع النصر الجديد الأمير فيصل بن تركي أثمرت وبكرم بالغ على جميع النصراويين لأن جميع أطراف المعادلة تفرغوا للقيام بواجباتهم في تناغم كبير أوصل النادي إلى منصات التتويج بعد غياب.
هذه الثقافة الاحترافية ربما أننا كنا نحتاجها في رياضتنا بحيث تتفرغ الإدارة لعملها فقط من دون الدخول في صراعات إعلامية خارجية، وتُقدّم مصلحة النادي العامة على ما سواها، كما يتفرغ أعضاء الشرف للدعم المالي والمعنوي بدون تدخل في أمور فنية وإدارية بعيدة عن صلاحياتهم.
كما أن دور الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين التركيز على الملعب فقط، والبحث عن الفوز وإسعاد جماهيرهم، أما الجماهير فدورهم يقتصر على الحضور والمساندة والدعم المالي عبر أذرع النادي التسويقية سواء في بطاقات العضوية أو الشراء من متاجر النادي.
وبالنسبة للإعلام المهتم بشؤون النادي فدوره رقابي بحت بعيداً عن التزييف والتلميع وتضخيم الأخطاء أو التقليل من المنجزات، بمعنى أن يكون التعاطي مع أخبار النادي عادلاً ونزيهاً وغير متحيز.
إجمالاً النصر عاد إلى طريق البطولات مع كأس ولي العهد وعبر الباب الكبير المتمثل في مرمى الهلال، وربما أنه تطبيق حقيقي للمثل القائل: "الألف ميل يبدأ ببطولة".