"الكاميكاز النصراوي"
في عام 1944 إبان الحرب العالمية الثانية كان الطيارون الانتحاريون اليابانيون (الكاميكاز) يصطدمون بسفن الحلفاء عمداً بطائراتهم المحملة بالمتفجرات والطوربيدات وخزانات الوقود المملوءة بهدف تفجيرها بهدف إغراق أو إضرار أكبر كمية ممكنة من السفن وخاصة ناقلات الطائرات، وكان هذا هو التبرير الوحيد لهذه الانتحارات الجماعية.
وبحسب مصادر القوات الجوية للولايات المتحدة آنذاك مات 2800 "كاميكازي" منتحرين قبل أن يسهموا في إغراق 34 سفينة، فيما تضررت 368 أخرى، وضحيتهم 4900 بحّار قتلوا.
في هذا الموسم تواجدت فرقة "كاميكازي كروية" في نادي النصر، لم تكن تتفرغ للانتحار بل كانت مهمتها إحياء آمال أنصارهم بالعودة إلى لقب الدوري الذي يتصدرون قائمته حتى الجولة الخامسة عشرة.
"العالمي يكسر قاعدة ثبات التشكيلة من أهم عوامل النجاح، جميع لاعبي النصر المقيدين في الكشوفات شاركوا في الدوري بمن فيهم الأربعة حراس".
هذه المعلومة كانت التقاطة ذكية أنقلها من حساب أحد مشجعي النصر الكبار اسمه ناصر الشهراني الذي يتميز بجملة من الالتقطات الذكية التي تستدعي التوقف.
على مدى سنين طويلة كنا ولا زلنا نسمع الكثير من عبارات التحليل الفني التي تطالب بالثبات على القائمة، وأهمية أن يكون تدوير اللاعبين مقتصراً على عنصر أو عنصرين فقط، وفي مراكز محددة منعاً لحدوث خلل في نسق الفريق الفني.
في هذا الموسم الذي تجاوز المنتصف نجح مدرب النصر الأورغوياني كارينيو في مخالفة هذه الآراء سواءً بقصد أو مكرهاً وهو يصل إلى مرحلة شارك فيها جميع اللاعبين في 17 مواجهة في الدوري والكأس باستنثاء لاعب أو لاعبين فقط.
هذا التوجه فرضته ظروف الإصابات تارة، والإيقافات تارة أخرى أو حتى ظروف بعض المواجهات وطريقة لعب الخصوم أثمرت صدارة نصراوية بلا خسارة وتواجد في نصف نهائي كأس ولي العهد بكل استحقاق وجدارة.
وأعتقد أن كتيبة النصر الحالية ربما أنها الأفضل منذ قائمة الفريق التي شاركت في مونديال أندية العالم مطلع عام 2000 على اعتبار وفرة النجوم آنذاك وحالياً، فيما شهدت الفترة التي بينهما غياباً للعمل التراكمي الذي يستفيد منه الفريق، وهو ما أبعد النصر عن المنافسة سنوات طويلة قبل العودة بقوة مفرطة لم يتضرر منها سوى منافسيه.
إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي وجدت في بداية عملها قبل 4 أعوام نوعاً من السخرية تجاه التصريحات التي أطلقها الرئيس والتي أكد فيها عزمه على تحويل فريقه إلى "برشلونة آسيا"، مضت 4 سنوات على هذا الوعد بما فيها من ضعف في العمل والمخرجات والتعاقدات قبل أن يكون العام الخامس موعداً لتحقيق الوعد بتحويل الفريق إلى "برشلونة السعودية"، وهو ما يتحقق حالياً بفريق متصدر بلا خسارة وسط إجماع المتابعين على أحقيته وعلى تفرده وعلى وفرة نجومه، وربما سيتحوّل النصر إلى برشلونة آسيا في حال تضاعف العمل وتحققت البطولات واستمر العمل الفني والإداري في مرحلة تصاعدية، وهو ما يحتاجه النادي فقط فقط.