القناة الرياضية النصراوية
منذ بداية الموسم والقناة الرياضية السعودية مالكة حقوق نقل المسابقات السعودية تدخل في مشكلة وتخرج إلى أخرى، ويبدو أن هذه المشكلات أسهمت في انشغالها عن العمل لتقديم عمل مهني حقيقي يليق بأهم المنتجات الموجودة لدى هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وأعتقد أن المُخرجات الحالية التي تقدمها بالتزامن مع شركة "العالمية" تثبت أن المحصلة النهائية موغلة في التواضع، واستمرار لسنوات الضياع التي يتضرر منها المشاهد الذي لم ينعم بتكفل الدولة بقيمة العقد خلال السنوات الثلاث الماضية.
أعتز بعلاقاتي المميزة بالزملاء العاملين في القناة الرياضية، وأفخر أنني أحد مؤسسيها في بداياتها عام 2002، وأعتقد أنه من الوفاء لها توجيه النقد لها بما يقوّم أخطاءها، ويسهم في تصحيح جملة من أوضاعها السيئة.
البارحة كانت حادثة المعلق محمد غازي صدقة حديث الوسط الرياضي المحلي، ومع اتفاقي على تجاوزه لدوره، وتدخله غير المسؤول عن الشؤون الاتحادية إلا أن تعامل إدارة القناة الرياضية معه لم يختلف عن السوء الذي كان عليه.
أتفهم أن مدير القنوات الرياضية السعودية الحالي الدكتور محمد باريان يجد حساسية كبيرة تجاه نادي النصر في ظل أنه لعب فيه قبل سنوات طويلة، وهو ما يفرض عليه أن يبدي تعاملاً مختلفاً لايخلو من تعامل أكثر شدة مع النصر في محاولة لنفي نصراويته بدليل حديث المعلق محمد غازي صدقة حول توبيخ الدكتور باريان له على ثنائه على ثلاثية النصر في الاتحاد، وقوله إنه جعل الشاشة صفراء وزرقاء في اتهام غريب يكشف حجم الضغوطات التي يعانيها مدير القناة، وكأن نصراويته السابقة تهمة عليه أن يتخلص منها.
الجزء الأكثر أهمية برأيي هو الذي كشفه المعلق في مداخلته في برنامج "كورة" في قناة "روتانا" المتمثل في نوعية عقده مع القناة الرياضية التي يجيز لها إلغاءه دون إبداء أية أسباب، وهو عقد لايتطابق مع نظام العمل والعمال المقر من وزارة العمل، ويبدو أن محمد غازي صدقة ليس لوحده المتضرر من طبيعة هذه العقود بل قائمة طويلة من الأسماء العاملة في القناة سواء المرتبطين بعقود مع القناة الرياضية أو مع شركة "العالمية".
جيد أن تبدأ هيئة الإذاعة والتلفزيون في إجراء مسح شامل على كافة مناطق المملكة حول أداء القنوات الرياضية السعودية طوال الثلاثة أعوام التي تنقل فيها المسابقات المحلية بشكل حصري، ومن ثم تتعرف على توجهات المشاهدين وآرائهم ومتطلباتهم، ومن خلال ذلك تنطلق لوضع هوية جديدة إضافة إلى هيكلة شاملة على القنوات، وأخيراً على جدولة برامجية مبتكرة تُسهم في إثراء الشاشة والمشاهدين، وخدمة المسابقات الكروية بالطريقة التي تليق بها، إذ إن علاقة القناة بالمسابقات الكروية لاتكون مقتصرة على النقل فقط بل تتجاوزه إلى حزمة برامج تخدم هذه المسابقات وتروج لها، ولكن هذا للأسف لم يحدث خلال الفترة الماضية.
إجمالاً أعتقد أن القنوات الرياضية تمر حالياً بأسوأ مراحلها، وتمر بحالة أشبه بالموت السريري، وأثق أن محاولات الإنعاش المدروسة والمحترفة ممكن أن تسهم في إعادتها إلى الحياة مجدداً، ونقول: "يا رب".