2013-11-19 | 08:13 مقالات

رياضة لايعرفها مجلس الشورى

مشاركة الخبر      

مقتنع تماماً أن جميع أعضاء مجلس الشورى يعرفون كرة القدم لكن أغلبهم لايعرفون شيئاً عنها، وأجزم أن تعاطيهم مع كل ما يتعلق بكرة القدم السعودية تحت قبة المجلس يكشف بوضوح تام ذلك ويعززه. وربما أن عملية التدقيق في السير الذاتية لأعضاء المجلس الذين يبلغ عددهم 150عضواً يؤكد أن الرياضة لم ولن تكون ضمن اهتمامات الأعضاء، بدليل أن الرياضة تنضوي تحت اللجنة الاجتماعية والأسرة للشباب في تغييب تام للجنة مستقلة تُعنى بالرياضة بجميع ألعابها ومشكلاتها. والمفارقة العجيبة أن عدد الأعضاء الذين سبق لهم العمل أو التواجد في الوسط الرياضي لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وجميعهم في أندية غير جماهيرية، ولم يتقلدوا مناصب كبرى. يُقال: "إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، ولذلك عجبت من تصريحات قريبة لأحد أعضاء مجلس الشورى يطالب مؤسسة البريد السعودي بإعادة النظر في مشروع رعايتها لخمسة أندية تتواجد في الدوري الممتاز، واصفاً إياها بالهدر المالي، مشدداً على أفضلية تحويلها إلى ميزانية الإعلان عن خدمات البريد، مؤكداً أن الجمهور الرياضي ليس هو الجمهور المستهدف لهذه الخدمات. كنت أتقبل هذا الحديث أو هذا الانتقاد أثناء مناقشة تقرير شركة الاتصالات السعودية عن طريق لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والتركيز على عقود رعايتها لأندية ريال مدريد الإسباني ومانشستر الإنجليزي لكن ذلك لم يحدث، وأعتقد أنه لن يحدث لأنها عقود مضى عليها 3 أعوام ماضية قبل أن يتم تجديدها لخمس سنوات أخرى وسط صمت مطبق ممن ينتقد رعاية أو إعلان شركة سعودية لأندية محلية. صحيح أن مؤسسة البريد السعودي بجميع أذرعتها وخصوصاً البريد الممتاز تعاني أحياناً تخبطاً تسويقياً واضحاً، لكن خطوة التواجد في المنافسات الكروية السعودية خطوة مميزة تسهم في تعزيز حضورها وتسويق خدماتها في ظل شراسة التنافس مع شركات البريد الدولية التي تتواجد بقوة في السوق المحلي، كما أنها تحقق جملة أهداف بدخولها لهذا المجال، فلو تم وضعها تحت بند التسويق والإعلان فهي كذلك بلا شك، ولو تم نقلها إلى ميزانية المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة فهي أيضاً كذلك، والأهم من ذلك كله أنها ذهبت للشريحة المستهدفة في مجال يتميز بحجم متابعة مكثفة، وعلى مدار اليوم وفي أكثر من منطقة أو محافظة. كنت ولازلت أتمنى من مجلس الشورى أن يكون أكثر قرباً من الرياضة، وأن يحاول اكتساب المعرفة بشكل أكبر عن الرياضة ومشكلاتها، وأن يكون شريكاً حقيقياً وفاعلاً في تنمية رياضة الوطن التي تعاني تراجعاً مخيفاً، وأن يكون مستوى حماستهم لنقاش عقد المدرب الهولندي السابق ريكارد سابقاً هو ذاته في المطالبة بزيادة مخصصات الرياضة أو التوصية بشكل عاجل لخصخصتها وفك قيود الدولة عنها. أخيراً رسالة إلى أعضاء مجلس الشورى: "تصوروا أن أبناءكم مهووسون بمتابعة الرياضة المحلية أو ممارستها، هل سترضون لهم هذه المنشآت أو هذا الواقع؟" أترك الإجابة لضمائركم.