2013-11-05 | 08:38 مقالات

رسائل ملغومة

مشاركة الخبر      

أعتقد أن مستوى التواصل بين القراء والكتاب في وسائل الإعلام المطبوعة لم يعد بالحجم الذي كان عليه في سنوات كثيرة مضت، إذ أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إلغاء رسائل البريد الإلكتروني، وقبلها الورقي الذي كان ينهمر على الصحف في فترة سادت فيها الصحافة الورقية ثم بادت. أما ما يخصني فأنا أقسمت العمل بمقولة القارئ عبدالله العنزي من المنطقة الشمالية، إذ أرسل لي قبل عدة أشهر رسالة عتب جميلة بعدما أطلت عدم الرد على اتصالاته للانشغال قال فيها: “حقك علينا أن نقرأ لك، وحقنا عليك أن تتفاعل معنا”، وأجدها فرصة لممارسة هذا التفاعل ونشر بعض ما جاءني خلال الفترة الأخيرة. قارئ رمز لاسمه في آخر رسالته بأبي مازن، ووصفها بالأمانة التي يجب عليّ إيصالها، وبعيداً عن موافقتي من عدمها على ماجاء في رسالته أنشرها كما جاءت، إذ أرسل قائلاُ: “إلى جميع المنتمين للوسط الرياضي، نحن أمة نؤمن بالرأي والرأي الآخر، لكن الواقع الحالي مختلف جداً إذ يقول الواقع إن لم تكن تشجع فريقي فرأيك مرفوض أياً كان، وللأمانة فنسبة 70 % من هذا الفكر صنعها كتاب الأعمدة (الدخلاء المأجورين)، وهناك عينة ضئيلة جداً من الكتاب تستحق الاحترام مهما اختلف معك ميوله، وعينة جيدة جداً (مسبقة الدفع)، وعينة كبرى هم أعداء نجاح المنافس، وعينة أخيرة تجد أن المسؤول في أحد الأندية المنتمين لها أكثر حياداً، في الختام أناشد معالي وزير الثقافة والإعلام بوضع حد لما يحدث من سب وتجريح وتعصب ويسمى نقداً، كما أجدها فرصة لأذكر رؤساء التحرير بحجم الأمانة، أما الكتاب أنفسهم فأوصيهم بتقوى الله والرزق الحلال”. انتهت رسالته، وها أنا أنقلها بكل ما جاء فيها من قسوة، وآمل أن تكون أمانتك وصلتك يا أبا مازن. الكاتب لو منح قراءه الاهتمام ببعض مما يصله فهو يحقق معادلة هامة في طبيعة العلاقة بين الكُتاب وقرائهم التي أرى أن تكون تفاعلية خالصة، وفيها من الود والاحترام الشيء الكثير حتى وإن حدث بعض اختلاف الرؤى، وأرى أن الكاتب يفقد الكثير من مصداقيته، وكذلك تكون جميع شعاراته على المحك، في ظل مزاد الشعارات الذي لم يسلم منه أحد، والأهم من ذلك كله الالتزام بقاعدة “إذا كنت تمارس النقد عليك أن تقبله”. إجمالاً الكاتب يستقبل باستمرار رسائل مختلفة وجيد أن يطالع القراء بعضهم حتى ولو في مساحات مخصصة للكاتب، وأعتقد أن بعض هذه الرسائل توصف بالملغمة، لذا عليكم أن تستقبلوا شظاياها بنفس راضية مطمئنة.. ودعواتي لكم بالأفضل مستقبلاً.