2013-10-27 | 08:07 مقالات

كفاية مكابرة

مشاركة الخبر      

الموسم الجاري تم تصنيف فريق برشلونة الإسباني الأول لكرة القدم على أنه أكثر فريق في العالم يضم لاعبين متدرجين من الفئات السنية، وقبل أسبوعين كانت قائمة البرشا الأساسية في مباراة دورية تضم 9 لاعبين من خريجيّ مدرسته "اللاماسيا". هذا التوجه الذي استمر على مدى سنين أثمر عن تقليل مصاريف النادي، وميزانيته السنوية للتعاقدات، كما أنه ضمن وجود لاعبين لديهم إنتماء كبير للنادي يفوق أية مغريات أخرى. وهذه السياسة ربما أنها قدمت لكرة القدم العالمية الفريق الأفضل طوال تاريخ كرة القدم بأرقامه ومستوياته التي باتت المثال الأفضل لجميع الفرق الكروية في شتى أنحاء العالم. هذا التوجه ذكرني بحوار شخصي دار بيني وبين مدرب فريق درجة الناشئين في النصر سابقاً والشباب حالياً المصري عادل عبدالرحمن إذ يقول: "دور المدربين في الفئات السنية في أي ناد يتجاوز صقل المواهب، وتدريب اللاعبين وتحقيق البطولات إلى زرع قيم النادي التاريخية في نفوس النشء". ويضيف المدرب الذي حقق مع النصر الدوري الموسم الماضي، والبارحة مع الشباب كأس الاتحاد: "المدرب في الفئات السنية المفترض أن يحظى بأهمية تفوق نظيره في الفريق الأول، على اعتبار أن هذا المدرب يسهم بشكل رئيسي في توفير عشرات الملايين على الفريق الأول مقابل استقطاب لاعبين من أندية أخرى في حال تم توفير بيئة عمل احترافية، وكذلك الصبر عليه لتقديم مخرجاته". فتشوا سريعاً عن الأندية التي تضم في درجاته السنية أجهزة تدريبية على قدر كبير من التأهيل والخبرات والتخصص فضلاً عن تواجد جهاز إداري مسؤول وكفء. لن أسرد حقيقة واقع أنديتنا التي لم تتخلص من سياسية تنفيع لاعبيها المعتزلين الذين يجدون في العمل في الفئات السنية فرصة للتكسب من دون حضور دورات أو السعي لتطوير قدراته بأي شكل كان بدلاً من القبول بتولي مسؤولية النشء حتى لا أكون بلا عمل ولو على حساب النادي ومستقبله. مقتنع تماماً أن الأندية عليها الاعتماد على أبنائها وشبابها شريطة أن يكونوا مؤهلين، ولديهم من الخبرات والدورات ما يسمح لهم بهذه المسؤولية الكبيرة. إدارات الأندية وبلا استثناء ستضطر اليوم أو غداً إلى العودة للاعتماد على مخرجاتها في الفئات السنية، ومضاعفة الاهتمام بهم بدلاً من رصد ميزانيات ضخمة للتعاقدات الخارجية لم تعد خزانات الأندية قادرة على توفيرها، وفي ظل حالة الضعف المالي الكبير الذي تشكو منه جميع الأندية بلا استثناء. شعار "البركة في الشباب" منطقي وواقعي والأكثر واقعية ومنطقية الكف عن المكابرة التي ستذهب بكرتنا إلى طريق مسدود عرفنا وخبرناه لكننا لا نتعلم الدرس جيداً.