“هابي كريسماس”
في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا يتم إيقاف النشاط الرياضي الكروي خلال فترة أعياد رأس السنة، وفي "القارة المسلمة" للأسف أقيمت مواجهات الجولة الماضية من تصفيات كأس آسيا المقبلة خلال يوم عيد الأضحى في تجاهل صارخ من قبل الاتحاد القاري لقدسية هذا اليوم، وأهميته لدى المسلمين جميعاً لكن ذلك لم يتم خصوصاً في ظل مطالبات سعودية سابقة بتأجيل موعد المواجهة أو تقديمها منعاً لتعارضها مع يوم العيد ولكن "لاحياة لمن تنادي". المطالبات السابقة بضرورة وجود الكفاءات السعودية في كافة اللجان الهامة في الاتحادات الرياضية المختلفة يدعمها مثل هذا الموقف الذي أضعف الصوت السعودي، ولم يتم التعامل الجاد مع طلباته المبررة والمنطقية بالأهمية التي يستحقها والتي تليق به. قبل عدة سنوات صادف نهائي كأس دوري أبطال آسيا يوم عرفة، وكان فريق الاتحاد السعودي طرفاً في النهائي، والتحركات التي أجراها الرئيس التاريخي للاتحاد حينها منصور البلوي نجحت في الحصول على موعد آخر مع تكفله بالمبالغ المترتبة على هذا التأجيل، كما أن وجود القطري محمد بن همام على سدة رئاسة الاتحاد القاري حينها أسهم في تصحيح الأوضاع لأن الوعي كان حاضراً إضافة إلى قوة اتخاذ القرار. الاتحاد القاري حالياً برئاسة الشيخ البحريني سلمان آل خليفة قدم صورة مهزوزة عن قوة اتحاده، وعدم تقديره لمطالبات الأعضاء الكبار في اتحاده، وربما أن ما حدث يؤسس لعلاقة متوترة مستقبلاً في ظل تجاهل المطالبات السعودية المشروعة لعدم وجود مواجهات رياضية في الأيام المقدسة. يوماً بعد آخر نكتشف أن حضورنا في مكاتب الاتحادات القارية والدولية ضعيف ويحتاج لتعزيز، وإضافة أسماء جديدة لديها من الإمكانات والقدرات ما يسهم في قدرتها على استصدار القرارات التي تميل كفتها لصالحنا. بالأمس سعدت بخبر ترشيح علي العلي لعضوية الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، وسأسعد أكثر عندما أرى عضواً آخر في إتحادات القوى وثالث في السلة، ورابع في اتحاد الطائرة، وخامس في الفروسية، وعضو سادس في اتحاد اليد، وبقية الاتحادات الأخرى، المهم أن نجد عضواً سعودياً في كل اتحاد شريطة أن يكون هذا العضو من ذوي الإمكانات المتميزة التي تضمن إنصاف السعودية في كافة مطالباتها المشروعة. إجمالاً كل شكوى مستقبلية من قبل أي اتحاد محلي فالملام الأول والأخير سيكون هو مسيرو هذا الاتحاد الذين تركوا الساحة شاغرة للمنافسين للحصول على مفاصل القرار في الاتحادات القارية أو الدولية وبعدها تفرغوا للشكوى واللطم، وبعض الاتحادات باتت تجيد ذلك وبكفاءة عالية للأسف أخيراً.