2012-08-05 | 07:45 مقالات

ابتعثوهم وريحونا

مشاركة الخبر      

كل ما أتمناه في البداية ألا يكون تزامن توقيت بداية دوري (زين) نهاية الأسبوع الماضي مع أولمبياد لندن الجاري مقصوداً، أو جاء بناءً على تنسيق من قبل اللجنة الأولمبية والاتحاد السعودي لكرة القدم بهدف إشغال الجمهور الرياضي عن متابعة مشاركة أولمبية مخيبة للآمال كالعادة خصوصاً أن “ليالي العيد تبان من عصاريها”. في آخر مشاركة في أولمبياد بكين عام 2008 كانت المشاركة السعودية مخيبة جداً، وقبلها كذلك في سيدني 2004، وجميع المؤشرات تؤكد أن أولمبياد الجاري لن يكون خلاف من سبقه. طالبنا مراراً وتكراراً بأن تكون الاتحادات الرياضية حاضنة للمواهب، لديها الرؤية لاستثمار الطاقات الشبابية وخصوصاً ممن يملكون الموهبة، ولديهم القابلية للتطوير، والدافعية لتحقيق المنجزات، ولكن ذلك لم يحدث. قبل عامين تم تدشين برنامج “الصقر الأولمبي” ووصفناه حينها بأنه أول خطوات طريق الوصول إلى تقديم قائمة من النجوم الأولمبيين بداية من أولمبياد لندن، لكن كل ذلك لم يحدث وسط نتائج محبطة تحققت في منافسات خليجية سابقة، وتكررت عربياً، وطبيعي أن تكون قارياً ودولياً، وبذلك نصادق على المثل القائل: “اللي ما يعرف للصقر يشويه”. كل ما أتمناه أن تبدأ اللجنة الأولمبية السعودية من الآن في إحداث غربلة شاملة في جميع ألعابها، وإعادة بناء كل لعبة، وبعد ذلك البحث في سبل تطوير الأداء مثل مخاطبة وزارة التعليم العالي لتوقيع اتفاقية بين الطرفين يتم العمل بموجبها على تخصيص مقاعد جامعية للاعبين الموهوبين في كافة الألعاب، بحيث يضمن لاعب الجمباز الموهوب مثلاً الذي تخرج للتو من المرحلة الثانوية مقعداً له في إحدى الجامعات الأوروبية التي تهتم باللعبة بحيث يضمن شهادة جامعية في تخصص جيد، وتطوير لقدراته في اللعبة، وقس على ذلك لاعب آخر في السباحة، وآخر في التنس، ورابع في ألعاب القوى، وغيرها. “القرش التونسي” أسامة الملولي حقق للعرب أول ميدالية ذهبية عربية في أولمبياد بكين في السباحة بعد أن وجد من يهتم به، ويحتضن موهبته ويطورها وذلك بعد أن غادر تونس في الخامسة عشرة من عمره إلى فرنسا قبل أن يتوجه إلى لوس أنجلوس وتحديداً إلى جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث تحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة المعلومات عام 2002 قبل أن يضيف لها شهادة الماجستير في 2007 وخلال تلك الفترة نجح في تطوير قدراته بشكل محترف، وسيطر على جميع مسابقات اللعبة في الجامعة وغيرها قبل أن يحصد الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008. برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في وزارة التعليم العالي بإمكانه أن يسهم في تطوير قدرات لاعبينا المعطلة بعد أن فشلت الاتحادات المحلية في مهمتها، وربما جاء الدور على الوزارة بحيث يشعر اللاعب أن مستقبله العلمي والوظيفي لا خوف عليه، وأن اللعبة التي أختارها ستمهد له الطريق لأن يحمل مؤهلاً علمياً مميزاً، ويمارس لعبته في بيئة محترفة ما يعود بالنفع عليه وعلى أسرته وكذلك على وطنه. أخيراً نحتاج لمثل التونسي الملولي، ونحتاج لكتيبة أبطال أولمبيين سواء عبر برنامج “الصقر الأولمبي” أو برنامج “أفتح يا سمسم” المهم نبي نفرح وبس.