2011-09-27 | 18:00 مقالات

الوطن .. والراية .. والنجم

مشاركة الخبر      

(وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر .... الآية)
كانت هذه دعوة (أبو الأنبياء) سيدنا إبراهيم عليه السلام ليرفع القواعد من البيت مع ابنه اسماعيل ويواصل دعاءه (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ... الآية)
وبعث الله النبي الأمي وخاتم المرسلين، ليقول عليه الصلاة والسلام ذات رسالة في جمع من أصحابه رضوان الله عليهم (من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).
ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الحادية والثمانين ليومنا الوطني، فإننا لابد أن نعايشها بحمده سبحانه وتعالى وشكره، أن تفضل علينا بنعم ظاهرة وباطنة أجلها وأفضلها نعمة الإسلام ثم نعمة الأمن والأمان.
ثمانون حولا من البناء المتواصل ..
ثمانون حولا من العطاء المثمر ..
ثمانون حولا من الوحدة والتلاحم ..
ثمانون حولا ..
جسدت أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر ..
وهذه شهادة كل المستشرقين والمتخصصين في هذا النوع من الدراسات وكاتبي المذكرات، وذلك بناء على تركيبتها الديموغرافية والقوى المحيطة بها والظروف السياسية آنذاك.
هؤلاء يحللون ويحكمون من منظورسياسي أوذكاء فطري لدى الملك عبدالعزيز، لكن مالا يدركونه هوالهدف الذي كان يسعى له (عبد العزيز)، والنهج الذي اعتمد عليه لتحقيق ذلك الهدف، ألا وهو اعتماد القرآن الكريم دستور دولة ومنهج حياة..
انطلق منه لوضع قوانين هذه الدولة وتشريعاتها ..
وانطلق منه لرسم سياستها ومنهجها (وأمرهم شورى بينهم)..(وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله).. فكانت سياسة الباب المفتوح التي ابتدعها وسارعلى نهجه أبناؤه الملوك من بعده .
وهو منهج لم يكن مقتصرا على النواحي السياسية وإدارة البلاد بقدر ما امتد لبقية شؤونها، ومنها الشأن الرياضي الذي تتجلى فيه هذه السياسة في أوضح صورها وأبلغ معانيها.
ويخطيء من يظن أن الشأن الشبابي والرياضي والاهتمام به وليد العصر الحديث.
فقد تزامن الاهتمام بهذا الشأن مع ولادة هذه الدولة وقيامها إيمانا من الملك المؤسس بأهمية الشباب ودورهم في بناء البلاد وقيادة الأمة.
وإذا ما أردنا أن نسترجع تاريخ الكرة السعودية ونقرأه على مكث نجد أن الرياضة السعودية مرت بثلاث مراحل :
الأولى ..
مرحلة التأسيس:
كانت في عهد المؤسس واستمرت مايقارب خمسة وعشرين عاما، حيث شهدت البدايات تأسيس الأندية الرياضية بجهود فردية من رجال نذروا أنفسهم وبذلوا جهدهم وطاقاتهم، كما شهدت تلك الفترة الاعتراف بالرياضة من السلطة العليا في الدولة ودعم الملك عبدالعزيز لها رغم الصعوبات التي كانت تعترضها، ومن أبرزها الوضع الاجتماعي والنظرة الدونية للرياضة على أنها خروج عن أعراف وتقاليد المجتمع.
الثانية:
مرحلة التنظيم ..
وهذه استمرت أيضا قرابة خمسة وعشرين عاما، حيث شهدت بداية انطلاق المسابقات الرسمية وإعداد اللوائح وتحديد الجهات التي ترعى الرياضة .. إلخ.
الثالثة:
مرحلة الانطلاق ..
وهي المرحلة التي بدأت باستقلالية جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل خمسة وثلاثين عاما، وهيكلة الاتحادات الرياضية وبدء الدوري الممتاز والانطلاق نحو العالمية تنظيما .. ومشاركة .. وانتماء
على أن ..
ماهو أكثر أهمية من هذا كله هوأن عهود الملوك الستة بدءا من الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز(يحفظه الله) شهدت الكثير من التحولات والإنجازات على الصعيد الشبابي والرياضي، بل إن كل عهد كانت له بصمة واضحة وتميز بنقطة تحول .. مما يؤكد أن الاهتمام بهذا الشأن ليس هما رسميا على مستوى الدولة فقط .. بل واهتمام على الصعيد الفردي لقادة هذه البلاد .
وإذا أردنا أن نتوقف بشيء من الإيجاز وليس الحصر أو التوثيق أمام هذه النقطة بالذات نجد :
عهد الملك عبدالعزيز ..
كما قلنا قبل قليل شهد البدايات الأولى والتأسيس والاعتراف الرسمي بالرياضة من خلال كرة القدم.
عهد الملك سعود ..
ــ بدء المسابقات الكروية الرسمية (الدوري والكأس)
ــ وتأسيس اتحاد كرة القدم وانضمامه للاتحاد الدولي
ــ وتأسيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية
ــ دخول الألعاب المختلفة
ــ وتحديد جهة مشرفة على القطاع الرياضي.
عهد الملك فيصل ..
ــ تنامي دور رعاية الشباب وتطورها وتوسع برامجها ومهامها لتصبح إدارة عامة.
ــ بدء العمل في المنشآت الرياضية ووضع اللبنات الأولى لها من خلال إنشاء ثلاثة ملاعب رياضية تعتبر ضخمة في وقتها في المناطق الثلاث وهي المعروفة حاليا: ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة
ــ ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض
ــ ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام
وكانت تسمى ملاعب رعاية الشباب
ــ إعادة هيكلة الأندية وتصنيفها وتحديد مسمياتها.
ــ بدء المشاركات الرسمية للمنتخب من خلال دورة الخليج وانطلاق فكرة الدورة من المملكة (الأمير خالد الفيصل).
ــ المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية.
ــ وبدء استضافة البطولات والدورات (دورة الخليج الثانية).
عهد الملك خالد :
ــ تنامي دور رعاية الشباب وتطويرها كجهاز مستقل بدرجة وزارة (الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله)
ــ إعادة هيكلة التنظيمات الرياضية وتشكيلها.
ــ تصنيف الأندية وتحديد درجاتها وبدء الدوري الممتاز على مستوى المملكة.
ــ الانفتاح خارجيا سواء بالمشاركات أو الاستفادة من الخبرات الأجنبية والمدارس العالمية في التدريب.
ــ بدء العمل في مقرات الأندية وإنشاء العديد منها والملاعب والمدن الرياضية والساحلية.
عهد الملك فهد:
ــ الاستمرار في التوسع في بناء المنشآت الرياضية وإنشاء ملعب الملك فهد الدولي.
ــ التوسع في المشاركات الخارجية وتنويع ذلك واستضافة العديد منها على المستوى العالمي.
بطولة القارات .. واستضافة كأس العالم للشباب وغيرها من البطولات
ــ تعتبر هذه المرحلة مرحلة جني الثمار وتحقيق البطولات على مختلف الأصعدة.
دورة الخليج .. كأس أمم آسيا وعلى كل المستويات .. الوصول للأولمبياد .. وكأس العالم .. والفوز بكأس العالم للناشئين .. إلخ.
ــ تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم.
عهد الملك عبد الله:
ــ وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز (يحفظه الله) بدأ التوسع أفقيا ورأسيا، وبدأ التنامي في الرياضة يأخذ أبعادا أكثر، حيث تم إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية وإعادة هيكلتها وبدء التطبيق الفعلي للعملية الاحترافية والمهنية في الرياضة وخاصة كرة القدم.
ــ اعتماد الانتخاب كمبدأ يقوم عليه تشكيل اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية، حيث تم انتخاب نصف الأعضاء في الدورة السابقة ويجري العمل حاليا على زيادة النسبة في الدورة المقبلة.
ــ إقرار إنشاء ملعب رياضي دولي جديد في المنطقة الغربية (جدة) وبدء العمل في المشروع.
ــ اتساع قاعدة (جني الثمار) خارجيا وتنوعها والوصول إلى منصات التتويج من خلال الألعاب المختلفة كألعاب القوى والفروسية وذوي الاحتياجات الخاصة .. وغيرها من الألعاب.
هذا غيض من فيض ..
وربما أكون قد نسيت الكثير، حيث إنني أشير هنا إلى إيماءات مختصرة أكثر من كونها تفصيلا للأحداث، ناهيكم عن اعتمادي على الذاكرة أكثر منه على التدوين والعودة للمراجع التاريخية.
وهو مايؤكد أن الاهتمام بالشباب والرياضيين هو ديدن هذه الدولة الرشيدة وقادتها منذ قيامها، إيمانا منها بأن الاستثمار الحقيقي والأمثل هو الاستثمارفي مجال الشباب، فهم أمل الأمة وعليهم تعتمد بعد الله في بناء مستقبلها وحضورها في الميادين والمنتديات العالمية.
حمى الله وطننا وحفظ قيادتنا وحفظ لنا قبل هذا كله ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وذخرا للعرب والمسلمين وللعالم المحب للسلام.

الراية ..
بين التقديس والتنكيس
كتبت في هذا الموضوع أكثر من مرة ومنذ عدة سنوات، وأعدت كتابته وطرحته يوم الجمعة الماضي (ليلة السبت)، ولا أجد غضاضة في تكرار طرحه لأهميته، فالأمر يتعلق بما هو أسمى وأجل من كل المناسبات والكيانات.
العلم السعودي ..
هو العلم الوحيد في العالم الذي يحمل راية التوحيد (لاإله إلا الله محمد رسول الله)، وله احترامه وإجلاله عند كل الشعوب، ومن أنظمته التي تحترمها كل المنظمات والدول أنه لايتم تنكيسه لذا يظل دائما خفاقا عاليا تزهوه راية لاإله إلا الله.
لكننا هنا ..
ودون أن ندري أو نقصد ..
نهين هذا العلم ونهين رايته ونقوم بتنكيسه (والبعض لايدرك معنى تنكيس العلم)،
وأنا أسير في بعض شوارع الرياض اليومين الماضيين رأيت هذه الراية ملقاة على الأرض بعد أن هجرها أصحابها وانتهت مهمتهم .. وبعضها التف حول عجلة إحدى السيارات.
وفي الملاعب أحيانا وفي مباريات المنتخب تحدث مناظر مشابهة.
وذات يوم وفي برنامج ستار أكاديمي تم رفعه وهو في موقف لاتتشرف به هذه الراية.
وفي أماكن يأنف الإنسان المسلم التواجد فيها، يدخل هذا العلم ويتم رفعه (وربطه على البطون والخصور وهز الوسط به)
كل مواطن في أي بقعة من العالم بغض النظر عن معتقده وانتمائه يشعر بالولاء لوطنه وعلم بلاده، ونحن الذين نؤمن بشعاره عقيدة ومنهج حياة نمارس إهانته دون أن نعي أو نقصد.
أدرك تماما ..
أن كل هؤلاء لايقصدون إهانته ولايدركون سلبية هذا التصرف ولايعون أبعاده.
وحمل علم الوطن والتظلل برايته جزء من الوطنية والتعبير عن الولاء والانتماء.
ولهذا أرى ..
وهو ماسبق أن طرحته كاقتراح أن يتم اعتماد علمين للمملكة العربية السعودية
الأول ..
العلم المعروف بالسيف وراية التوحيد والمعتمد حاليا بمواصفاته المعروفة ويتم رفعه في المناسبات الرسمية والمحافل الدولية كالدورات والمؤتمرات والبعثات الدبلوماسية وغيرها .. إلخ
والآخر ..
علم أخضر يتوسطه (السيفان والنخلة) وهي شعار المملكة وهذا الوطن، بحيث يتم استخدامه في المناسبات والمهرجانات الرياضية (أعني مع الجماهير) في المدرجات أو الشوارع أو مختلف الميادين والأمكنة التي تحتاج لذلك ..
وهذا الأمر معمول به في الكثير من الدول .. والله من وراء القصد.

قتلنا (ياسر)
ومشينا في جنازته ..
جميل جدا أن نتفاعل كلنا مع ماحدث من إساءة لنجمنا ياسر القحطاني سواء من قبل المدرج والجماهير أو من قبل الإعلام وتحديدا صحيفة (الإمارات اليوم)،
نحن ندرك أن هذه الجماهير لاتمثل جماهير الإمارات العربية المتحدة ولا شعبها الوفي الشقيق.
وندرك أن هذه الصحيفة لاتمثل الإعلام الإماراتي النزيه.
لكن ما حدث يستوجب مثل هذه الوقفة وهذا التفاعل.
ياسر ..
هنا هو ممثل الوطن وابن الوطن، شأنه في ذلك شأن أي ديبلوماسي أو مبتعث أو رجل أعمال أو سائح أو مواطن في الخارج تعرض لإساءة، وهو الآن ـ أعني ياسر ـ يقوم بمهمة كما كان غيره في فترات سابقة.
ولذا فإن الوقوف معه هو وقفة مع مواطن خاصة وأننا نعيش احتفاءنا باليوم الوطني.
ومع رفضي التام ووقوفي كغيري مع ياسر وعدم إقرار ذلك، إلا أنني أتساءل:
ما الذي دفع هذه الجماهير لترديد تلك العبارة والإساءة لياسر؟
وما الذي جعل هذه الصحيفة تضع ذلك العنوان المثير؟
السنا نحن الذين دفعناهم لذلك؟
بل وعلمناهم ذلك.
ودربناهم على ذلك اللحن النشاز وكيفية عزفه.
ألم تصدر هذه الإساءة من قبلنا نحن؟
أعني من قبل فئة جماهيرية محسوبة على أحد أنديتنا تجاه ياسر ذات يوم لأهداف خاصة؟
ولم تجد هذه الجماهير من يوقفها عند حدها، ولم يجد ياسر من يدرأ عنه الإساءة، فاستمرأت هذه الجماهير الوضع، وانتقل لجماهير أخرى ليطوف أرجاء المملكة وملاعبها بين جدة والرياض وأبها والقصيم .. وفي مباريات لم يكن ياسر طرفا فيها ولا ناديه الهلال.
أصبحنا كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته ..
ومن يتباكى على ابن الوطن باسم الوطن، وهو الذي كان ذات يوم يسيء لابن الوطن ويجرده من القيم تحت ستار آخر ومسمى آخر.
كغيري ..
أشعر بالفخر والاعتزاز لاتحاد الكرة الإماراتي ولنادي العين وهم يقفون أمام هذا الخروج عن النص والتصدي له.
ليس لأنه دفاع عن ياسر القحطاني بذاته..
ولا لأنه دفاع عن مواطن سعودي.. وإن كان هذا بعضا من مصادر الفخر،
لكن لأنه انتصار للقيم والأخلاق والمباديء التي يدعو لها ديننا الحنيف وشرعنا المطهر، وتدعو له الرياضة بقيمها ومبادئها السامية.
لو أحسنا التعامل مع هذه القضية من بدايتها وعرفنا كيف نتعامل معها في مهدها.. لما تجاوزت الحدود وأصبحنا مصدر التهكم والسخرية، لأننا نحن الذين صدرنا لهم ذلك .. ونأتي اليوم لنلقي اللوم عليهم.
مرة أخرى ..
ليس دفاعا عنهم .. ولا لإقرار بما صدر منهم ..
لكنه .. شعور بالأسى على أننا شركاء فيما حصل ..

الضحيان
أعزيك .. أم أهنئك؟
الأخ عبدالرحمن الضحيان الحكم المعروف في منطقة القصيم، فجع مع مطلع هذا الأسبوع بوفاة شريكة حياته ورفيقة دربه بعد معاناة.. لتلحق بأبنائه الخمسة الذين قضوا إثر حريق شب في منزلهم قبل حوالي شهر من الآن ..
حقيقة ..
لا أدري هل أعزي الأخ عبدالرحمن أم أهنئه؟
أعزيه .. كواجب ومشاركة وتخفيف معاناة، داعيا العلي القدير أن يجعل ما أصابه في موازين حسناته، وأن يلهمه الصبر والسلوان، وأن يجمعه بهم في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وأهنئه ..
انطلاقا من قوله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
والأخ عبدالرحمن نحسبه من هؤلاء الصابرين المحتسبين، ونحسب زوجته وأبناءه من الشهداء والله حسيبهم، ضارعين للمولى عز وجل أن يجعل معاناة زوجته تكفيرا لها وتطهيرا ورفعا لمنزلتها في الجنة، وأن يسكنهم جميعا فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. والله من وراء القصد.