كبير يا إتي كبير
غاب الاتحاد عن مكانه فأصبحت كرة القدم باهتة لا طعم لها ولا لون وعاد ليكسب ود البطولة فعادت معه هذه المجنونة لتمنح أنظارنا كل جميل في ميادينها. ـ هكذا هم الكبار معيار خاص نستعين به لتحديد الفوارق بين من يمارس هذه اللعبة وينتمي إليها. ـ بالأمس أعلن هذا الكبير ميلادا جديدا للتاريخ عنوانه جيل شاب وجد نفسه بين زخم الظروف لكنه قال كلمته وارتقى إلى حيث يقف الأبطال دائما، فاز على بطل كأس ولي العهد وانتصر على بطل الدوري وأقصى الحلم الذي كان يراود النصراويين بالمشاركة القارية وطار بأغلى الألقاب بعدما هز شباك الشباب برباعية. ـ الاتحاد الذي عرفناه مع الداعم والفاعل والمؤثر ومحمد نور عاد إلينا ولكن هذه المرة من بوابة رجال أوفياء عملوا بصمت، تحدوا الصعاب، قرروا بشجاعة إلى أن خرجوا من عمق تلك الإشكاليات التي برزت وتفاقمت في زوايا بيتهم الكبير الاتحاد بلقب وجيل واعد هو اليوم الدليل والشاهد والبرهان على مستقبل الإتي وازدهاره. ـ لم يكن الشباب بذاك الخصم الذي يسهل هزيمته لكن عزيمة هذا الإتي حضرت فكسب وانتصر وعانق المجد ومن يدرك معاني الاتحاد وتاريخه وجماهيريته من الطبيعي أن يثق بأن هذا المارد هو العلامة الفارقة التي تبقى حية في دائرة البطولات ودائرة كل من يبحث له فيها عن شمعة تضيء له الطريق. ـ ليلة الأربعاء الماضي هي ميلاد جيل وتاريخ ومجد وبطولة، ليلة إبداع توشحه الاتحاديون في الميدان والمدرجات وأكدوا به ومنه قيمة هذا الكبير الذي عاد إلى مكانه. ـ فهد المولد.. محمد قاسم.. القرني مع نجوم الخبرة كريري والمولد والفريدي جميعا كانوا مقدمة فرح وأساس مجد، تفانوا بالحماس، تألقوا بالمستوى ومن يتقن دوره بثقة النفس ومهارة القدم سيبقى هو الصديق المقرب من كل لقب ومن كل قمة وبطولة. ـ الكل زج بتوقعاته وراهن على أن الشباب سيكسب هكذا على الورق أما على الميدان فالذي رأيناه كان كفيلا بأن يعيدنا إلى حيث الزمن الجميل زمن بهجا وتشيكو ومحمد نور، نجوم شابة سطرت ملحمة البطولة وحازت عليها وهذه بالطبع عادة عميد الأندية وكبيرها الذي ارتبط بعلاقتة وطيدة مع الأرقام الذهبية فهنيئا لمن خطط ورسم ودعم، هنيئا لإدارته الحكيمة.. للاعبيه.. لجماهيره وما أجمل أن يعود لنا الاتحاد في ثوب البطل المغوار كون ذلك سيضاعف من حجم المنافسة كما سيساهم في تمتين العمل الذي يستهدف الارتقاء بكرة القدم السعودية. ـ نجح الاتحاد بروحه ومستواه ونجح الحكم القدير مرعي العواجي بصافرته وقراراته لتنتهي المهمة كما ينبغي أن تنتهي. ـ فالحكم مرعي العواجي تميز في حضوره وأثبت أن قرار المهنا ولجنته هو الصائب. ـ دائما ما نتخوف من الصافرة والقرار الخاطئ لكن الذي رأيناه في النهائي ليس إلا شهادة إنصاف للحكم الوطني وقدراته المهم أن تكون هذه الفرصة التي منحت لمرعي ومساعديه مقدمة للمزيد لا مجرد مرحلة عابرة وتنتهي ذلك أن الضرورة تتطلب من الجميع دعم هؤلاء والأخذ بأياديهم لأنهم ببساطة يستحقون.. وسلامتكم.