2013-05-28 | 07:36 مقالات

الإرهاق .. بضاعة المفلس

مشاركة الخبر      

- تغيرت المفاهيم في عالم كرة القدم وتبدلت، ففي مجال هذه المجنونة تحولت اللعبة إلى مهنة ووظيفة يمارسها اللاعب ويتحمل المسؤولية فيها بكافة أشكالها سلبا كان أم إيجابا. - فاللاعب في زمن الاحتراف بات يكبد خزينة النادي أموالا طائلة تصل في بعض المراحل إلى بناء مؤسسة، وطالما أنه يحرص على أخذ حقوقه دون نقصان لابد أن يقدم من العطاء ما يوازي كل ريال أو دولار يتقاضاه، وإلا فإن الضرورة في حالة التقصير تتطلب محاسبته وفقا للبنود التي كفلها نظام الاحتراف. - في ملاعبنا وأقولها بكل ألم نحن نطبق أنظمة الاحتراف على الورق، أما على أرض الواقع فهذه الأرض أصبحت خصبة للتجاوزات والمفاهيم الخاطئة، ففي وضعية الانكسار لأي فريق سرعان ما نجد أمامنا زخماً وافراً من التبرير، لاعب يتعذر بالإرهاق وآخر يكرره، ولا أعلم هل هذا التبرير سيجد القبول لدينا كرياضيين أم أنه سيبقى مجرد محاولة نرمي بها على الرف؟ - كرة القدم مهنة ووظيفة، واللاعب الذي يمتهن هذه الوظيفة عليه أن يكون فاعلا في أدواره حاله في ذلك حال أي صاحب مهنة يؤديها على وجهها الأكمل ولايسيق في ثنايا تكاسله أو تهاونه وتقصيره مثل هذا التبرير المضحك الذي لا يليق لا باللاعب المحترف ولابمهنته ولا بالنادي الذي ينتمي إليه. - فاللاعب المحترف الحقيقي هو من يملك القدرة والمقدرة على التكيف مع واقعه، يمارس تمارينه اليومية، يحرص على تنظيم وقته، ينفذ تعليمات مدربه، والقضية برمتها لاتحتاج إلى معجزة للتفسير، فالقضية تبقى قضية مهنة لها شروطها ولها واجباتها ولها كذلك متطلباتها ومسؤوليتها، وإذا لم يقبل اللاعب أي لاعب يدون في خانة (المحترف للعبة) فمن البديهي أن يجد العقاب الرادع حتى لايصبح قدوة سيئة للبقية. - في أوروبا لم أسمع نجما يتقاضى الملايين يخفق فيظهر على الفضائيات متذرعا أما إخفاقه بمقولة (الإرهاق هزمنا) وضغط المباريات بعثر أوراقنا، ففي تلك البلاد الكل يرى أنهم يقيمون اللاعب بمعيار كم كيلو متر قطعه خلال سير المباريات، أما لدينا فالمؤسف أننا بدأنا نؤمن بمقولة الإرهاق كتبرير دونما نقف ولو قليلا لكي نستحضر الاحتراف في عالم هذه المجنونة واستحضار حقيقته. - على إدارات الأندية مثلما هو الحال بالنسبة لوسائل الإعلام الرياضي مسؤولية العمل من أجل القضاء على هذه الثقافة التي بدأت تجري في اللاعب السعودي في هذه المرحلة مجرى الدم، حتى لاتتعمق وتتفاقم وتصبح من الأسباب المباشرة التي تعبث في مواهبنا وأنديتنا وكل طموحاتنا، أقول يجب أن نقوم بهكذا عمل، جازما في الوقت نفسه بأن التوجيه والإرشاد وتثقيف لاعب كرة القدم تعد ضرورة من ضروريات الحاضر والمستقبل، هذا إذا ما كان الحرص لدينا هو تفعيل الاحتراف وتنمية وتطوير كل من يندرج تحت بنود أنظمته ولوائحه.. وسلامتكم.