آسيا تحب الأهلي
من البحر إلى مضيق هرمز مروراً ببلاد الساموراي وانتهاء بالصين وسورها العظيم لا حديث لمن يحب كرة القدم وينتمي لها إلا هذا الأهلي الجميل الذي لايزال كما عرفناه يغرد بإبداع نجومه ومدرجاته الخضراء خارج السرب. ـ بالأمس لم تكن مهمته أمام الجيش القطري الشقيق سوى الامتداد لروعته ورقيه وجمالية الأداء المتكامل فاللاعب يعزف على إيقاع الجمال داخل الميدان أما في عمق المدرجات فالجديد هو القديم جمهور عاشق يرسم حضوره في لوجة تسر الناظرين وتشرح صدور كل من يتقن القدرة على التفريق بين هذا الكبير وعشاقه وبين بقية تحاول أن تقلد بالصوت والصورة لكنها في المنعطف الأخير تخسر، أقول تخسر على اعتبار أن الرقي والجمال والروعة والإبداع ماركة مسجلة باسم الأهلي ولاعبيه وجمهوره. ـ وصل الجيش القطري الشقيق بكل أسلحته وعتاده عله أن يخرج فائزا لكن هذا الحلم والأمل صادرته عزيمة الرجال وقوتهم، فمن المسيليم إلى أن تقف على حدود البصاص في خط المقدمة جاءت الحصيلة لتعلن فوز الأهلي وتأهله وبلوغه دور الثمانية كنتاج إنصاف لفريق بات اليوم فريدا من نوعه في حماسته .. في مهارت نجومه .. في نتائجه .. أهازيج جماهيره. ـ هذه الحقيقة التي تفرض نفسها بنفسه هي من جعلت شعبية الأهلي تتجاوز حواري مدينته الساحرة جدة لتصل إلى أقصى حدود القارة، وكيف لا تتسع جغرافية آسيا بالمحبين والمعجبين بهذا الكبير والكل بات يشهد على تميزه وتميز من يرتدي شعاره في الميدان وفي المدرجات. ـ ثنائية من بصاص وبرونو سيزار كانت كفيلة بأن تجعل الكل يسامر القمر ليبتهج ويفرح ويسعد بهذا الأداء وبتلك الصورة الراقية الزاهية التي وقف الجميع لها احتراماً حتى من قبل الأشقاء القطريين الذين خسروا وكسبوا بأخلاقهم الجميع. ـ نعم وأقولها بالصوت العالي الأهلي قمة مجد وهامة منجز وواجهة تاريخ ناصع البياض، وإذا ما وصل اليوم إلى قائمة الثمانية الذين يتنافسون على اللقب القاري ففي هذا الوصول هنالك معطيات فيها من الحقائق الدامغة ما يمكن الباحث أي باحث في علوم كرة القدم من الوقوف قليلا لكي يردد مع العشقين المتيمين المجانين بحبه (أيا قلعة المجد والمجد أهلي .. أيا منبع الفن والفن أهلي). ـ الأهلي يا سادة هو في هذا الزمان والمكان كالبرشا والريال والبايرن .. قوة .. حماس .. إبداع .. سيادة .. قمة .. جمال .. روعة ومن لا يقتنع بالحقيقة التي تقال بين السطر والعبارة والحرف فما عليه إلا أن يتابع مسيرة بطل بدأت كبيرة واستمرت كبيرة وحتماً ستؤول إلى الأرقام الكبيرة التي تجعله الاستثناء في آسيا قبل أن يصبح الاستنثاء في بطولاتنا المحلية .. ـ مبروك لهذا الكبير .. مبروك لصانعه وعرابه الأول الأمير خالد بن عبدالله .. مبروك لرئيسه الرائع الأمير فهد بن خالد متمنياً من صميم القلب أن تكتمل هذه الصورة الباهية بتحقيق اللقب القاري الذي غاب طويلا ولابد أن يعود إلينا.. وسلامتكم.