2013-05-22 | 08:12 مقالات

وعي الرياضة المفقود

مشاركة الخبر      

نحب كرة القدم وتستهوينا مبارياتها ومهما تفاوتت الرؤى حول هذه اللعبة المجنونة إلا أن الروح الرياضية ووعي المدرجات هي الثابت الذي نتفق عليه كخيار لا يقبل فكرة الاختلاف. ـ عقود ونحن نعاني من التعصب المقيت وسنوات والكل يبحث عن مدرجات خالية من الشتم والسب والسلوكيات المرفوضة وبرغم تلك المحاولات التي سلكنا طريقها لاتزال مشكلتنا مع هذا الداء قائمة بل إنه وللأسف بات يستشري في جسد الرياضة دونما يجد العلاج. ـ يحدث هذا في مدرجاتنا وفي كل حوار يجمعنا، نحب للدرجة التي تقصي الآخر بل تلغي حقه المشروع ولا ندري هل هي عاطفة الغلو أم هو النتاج الطبيعي لثقافة رياضية تأسس على ما هو مخالف مرفوض؟ ـ في قطر تشرفت بحضور النهائي الكبير الذي جمع السد بالريان .. تابعت وتمعنت لكنني في مجمل الحصيلة لم أخرج من عمق منصة التتويج إلا برقي مدرجات خالية من الشتم ونقية من التعصب الكل يصفق للعبة الجميلة والجميع يستمتع بكرة القدم ونجومها بل إن هؤلاء دونما استثناء حضروا ليقدموا رسالة الوعي المطلوب في الرياضة وفي صورة التشجيع المثالي الذي لا يتجاوز الأخلاق. ـ حاولت أن أسمع مفردة شتم تطال لاعبا فلم أجد .. وكررت المحاولة لعل وعسى أن أرى مشجعاً أهوج يردح منافسه في المدرج الآخر بعبارة قاسية لكنني وللحق لم أجد إلا ما يؤكد نموذجية المشجع القطري الشقيق سواء السداوي أم سواء الرياني. ـ هذا الدليل الذي أستشهد به اليوم أتمنى أن يصل لقاطني مدرجاتنا من أجل أن يتعاملوا مع الرياضة كترفيه وكتنمية للعقول قبل الأقدام وكل ذلك لن يحدث إلا عندما تترسخ المفاهيم الصحيحة وأعني بها تلك التي لا تقفز على جدار الأخلاق ولا تسيء للآخر أيا كان هذا الآخر لاعبا أم مدربا أم فريقا بأكمله. ـ علينا كرياضيين أن نمارس دورنا في تنقية المناخ العام، تنقيته من التعصب والغلو فيه أما أن نكابر على بعض التجاوزات ونبررها هنا ونعاديها هناك لمجرد إشباع عاطفة الانتماء فهذا هو الخلل الذي يفاقم المشكلة ويعمقها ويجعلها السائد المألوف في مدرجاتنا. ـ حضور المرأة لمدرجات كرة القدم ماذا يمكن له أن يضيف للرياضة أقول ماذا في الوقت الذي لانزال فيه نسمع أصوات النشاز وقد تعالت. ـ مجتمعنا يا سادة ليس من السهولة أن يقبل بذلك، فأنا وأنت وهم نملك أحقية منع بناتنا وأخواتنا ونسائنا من مزاجية هذا الشنب أو ذاك في المدرجات اعتقادا منا جميعاً بأن ذلك ليس من القيم ولا من المبادئ ولا هو من صميم المعتقدات الدينية التي تبقى بالنسبة لنا الخط الأحمر الذي لا يجب المساس به أو القفز عليه.. وسلامتكم.