من الدوحة يأتي الفرح
مسألة أن يخسر الهلال في نزال الذهاب بهدف مسألة لا تدخل في غرابة كرة القدم ومبارياتها، ففي هذه المجنونة تبقى خيارات الفوز والخسارة واردة تطال الكبير وتشمل المتواضع وتصل في الغالب إلى بعثرة كل القناعات المسبقة. ـ أندية كبيرة ومنتخبات عملاقة تعرضت للخسارة لكن الفارق أن الذين يحيطون هذه الأندية والمنتخبات لديهم قدرة فائقة في التعاطي مع الهزيمة والتعاطي مع أسبابها لهذا تجدهم يعودون سريعا للتعويض والسير في طريق الفوز، طريق الانتصار، ومن عمق هذا التوضيح يمكن القول إن الهلال حتى وإن خسر من لخويا القطري الشقيق في الرياض فهو قادر على أن يعوض في الدوحة تلك الخسارة طالما أنه لايزال يحتفظ بالفرصة ويحتفظ بالأسماء التي متى ما حضرت نجوميتها فهي بذلك قادرة على أن تلغي هذا الإحباط الذي نراه ونلمحه في صفوف الهلاليين اليوم. ـ فنياً الكل يتفق على أن الفريق الأزرق لم يكن في يومه لا من حيث المستوى ولا من حيث الخطة ولا من حيث الروح الحماسية التي ظلت غائبة لكن وبرغم هذا وذاك أعتقد أن مهمة الإياب كفيلة بأن تعيد لنا وهج الهلال الذي فقدناه اعتقادا مني بأن كل لاعب في قائمة زلاتكو سيحرص على تقديم ذاته كمحارب وكمقاتل في هذه المباراة وهدف وحيد يسهل تعويضه المهم أولا هل سيتحد الفريق ككتلة واحدة أم أنه سيكرر عشوائيته؟ والجواب على مثل هذا التساؤل سيبقى مرهونا باللاعب الهلالي كونه المحدد الرئيس لمسيرة فريقه في هذه البطولة فإما أن يتفانى إخلاصا وحماسا ويعود من دوحة الخير بانتصار ينقله إلى دور الثمانية وإما أن يعلن الصيف المبكر لهذا الفريق الكبير الذي لايزال يعاني. ـ الليلة ماذا ستفزره أقدام الأهلاويين أمام الشباب؟ ـ الليلة في أولى مباريات دور الأربعة من بطولة الأبطال الأهلي والشباب.. منافسة كبيرة.. منافسة على تأكيد التفوق ومنافسة على رد الدين ومنافسة أخرى معنية بالنهائي والوصول إليه فلمن تكون الغلبة يا ترى؟ ـ الأهلي يعاني من الإصابات ومن ظروفها الصعبة، أما الشباب فعلى النقيض كامل العدد والعدة وما بين النقص والظروف والتكامل نحن في انتظار مواجهة ملتهبة الفائز فيها قد يحجز مقعده في النهائي، بل إنه قد على أن يكون البطل القادم لحمل الكأس الغالية. ـ وبما أن الحديث عن البطولات الكبيرة يحضر بين السطر وأخيه فأنا من الدوحة أنتظر نهائي السد والريان وفي عقلي رسالة شكر وعرفان وتقدير للأشقاء في الاتحاد القطري الذين شرفوني بدعوتهم لحضور هذا النهائي. ـ في قطر الكل يتحدث عن النهائي، أما نحن معشر الضيوف فنتحدث عن الوفاء الكبير الذي منحوه لنا إخواننا الكرام في الاتحاد القطري، فشكراً لهم على كرم الضيافة، وشكراً لهم على هذا التقدير الذي إن دل فإنما يدل على أنهم بالفعل أهل لكل عمل جميل... وسلامتكم.