2013-03-04 | 08:36 مقالات

الفتح .. نموذجية فكر وريادة عمل

مشاركة الخبر      

عزيمة الرجال كفيلة بأن تنسف صلابة الجبال فعندما تحضر هذه العزيمة لتقترن بالفكر الحي والعمل المنظم عندها تصبح كل الطرق الشائكة خطاً ميسرا والهدف على جوانبه واضح المعالم سهل الوصول. ـ لن أستند على كتب التاريخ وسجلاته بحثاً عن دليل فطالما أن الحديث يرتكز على كرة القدم فالحديث هنا يأخذنا دون مقدمات إلى الفتح هذا الفريق الذي بأقل الإمكانات المالية استطاع أن يهزم كل القناعات ويقدم لنا قناعته في كيف ينظر إلى النجاح والقمة ومقارعة الصعاب. ـ منذ أن بدأ الموسم والنموذجي يبدع .. يسير بثبات .. يهزم المنافسين .. يتفرد بالقمة .. ينافس على اللقب والأجمل أنه برقي إدارته ومدربه وثقافة لاعبيه قدم لنا درساً في كيفية العمل الصحيح وكيف يكون. ـ الفتح بأقل جهد ووقت ومال هزم الهلال وانتصر على الشباب والاتحاد ورفض الهزيمة من الأهلي والنصر ولو لم تكن وسائل الفكر صحيحة لما آلت كل تلك النتائج إلى ما آلت إليه. ـ الكل أقول الكل ولم أخصص تحول إلى متابعة وملاحقة هذا النموذجي .. متابعته في مستوياته ونتائجة وملاحقته في روحه وجماعيته وحماسه ونجوميته. ـ الفتح في الصدارة وإدارته في القمة ومدربه فتحي الجبال في قائمة الأفضل وما بين هذه السمات التي فاز بها أبناء الأحساء ها هو الدوري الذي يعد البطولة الأصعب على مستوى بطولات كرة القدم على مستوى العالم قريبة من أركان كيانهم الجميل الذي تحدى الصعاب وبعثر أوراقها إلى أن وصل ندا وغريما ومنافسا بين الكبار. ـ برافو أبناء الأحساء .. برافو عبدالعزيز العفالق .. برافو على الثقة وعلى الحماس وعلى منظومة الفكر التي تميزت عن بقية باقية حفروا الصخر لكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه هذا الفريق الشاب الجميل. ـ مسألة أن تقدم الإدارة الفتحاوية على جلب محمد شريفي وعدنان فلاته والنخلي وهي الأسماء المنسقة من أنديتها السابقة وتقدمها إلينا في ثوب الأبطال فالمسألة هنا ليست بضربة حظ ولا بصدفة محظوظ بل هي مسألة فكر مختلف تفرد بروعته إلى أن تمسك بالمكان الصعب الذي لا يصل إليه إلا البارعون في أعمالهم. ـ هنا وبما أنني أتحدث عن الفتح وروعته وتميزه وظاهرته التي تستحق النقاش والدراسة أقترح على الاتحاد السعودي في حالة ما إذا نجح هذا النموذجي بالفوز بلقب الدوري أن يبادر في مضاعفة المكافأة المالية المعتمدة للبطل حتى وإن كان ذلك على سبيل الاستثناء فما فعله وقدمه الفتح قياسا بحجم الإمكانات المتواضعة يستحق ذلك بل ويستحق أكثر. ـ ختاماً كلما رأيت البرازيلي إلتون وهو يمنح الفتح الفوز من مباراة إلى مباراة ذهبت بذاكرتي إلى ما فعله الأسطورة الأرجنتينة مارادونا مع نابولي في ذاك الزمن الجميل. ـ إنها سمة النجم الفارق الذي يملك من القدرة الفنية ما يتوازى مع قوة منتخب وليس فريق.. وسلامتكم.