يريدونك بوقاً لا إعلامياً
لمجرد أن تنصف العمل الناجح وأصحابه سرعان ما يتكالب عليك هواة الشتم والشتيمة ليمنحوك بعضاً من ثقافتهم. ـ في الإعلام نحاول دائما تقديم الرأي الذي نراه الأقرب للصواب لكننا في الغالب نجد أنفسنا أمام فئة شاتمة لا تقبل بأنصاف الحلول، فأما أن تعلن ميولك وتستغل المساحة الممنوحة لمدادك لإرضاء ميولهم المتعصبة وتصبح البطل الهمام في مفهوم أصحاب تلك الفئة وإما أن تمتهن مصداقية الطرح وتنصف من يستحق الإنصاف وتتحول على النقيض في خانة المتهم المدان الذي تعاديه وتمقته وتطالب برأسه. ـ سئمنا من ثقافة الشتم، بل إننا في زحمة المغالين بتعصبهم المقيت بدأنا أكثر خوفا على أجيالنا التي نخشى أن تصبح بمثابة الضحية لهؤلاء الذين يتعاطون الرياضة على أنها عدائية لا مثالية وأدب ومنافسة شريفة. ـ الإعلام بكل وسائله رسالة حضارية ومهنة سامية تهتم بالخبر والرأي والنقاش دونما وصاية أو محسوبية أو محاولة فاضحة للانحياز .. رسالة ومهنة في مضمونها الصحيح الكل سواسية وهذا ما يجب أن يعيه المحتقنون بداء التعصب كما هو من يجب أن يترسخ في ذهنية من لا يجيد التفريق بين مهنة تؤدي رسالتها للناس وبين مهنة أخرى لا تفرق بين اليد التي تحمل القلم واليد التي تحمل شعار النادي المفضل. ـ سنوات بل عقود من الزمن ونحن نعاني من داء التعصب والمتعصبين فالأهلاوي يريدك أن تكون أهلاويا تشيد بالأهلي وتعادي الاتحاد والنصراوي يطمح في أن تكون على ذات حاله تتغنى من أجله وتعلن الضدية لجاره والهلالي مع الاتحادي على ذات السياق الكل يبحث عما له دون النظر لما لغيره وهنا تكمن المأساة الحقيقية التي شوهت التعريف الصحيح لمهنة الإعلام ولدوره ولرسالته. ـ هذا الوضع الذي لايزال اليوم هو السائد لابد وأن نمارس من أجل تصحيحه الكثير على اعتبار أن أغلبية الجماهير الرياضية تأثرت في السابق من قلة قليلة وصلت إلى هذه الوسائل عن طريق روابط المشجعين لا عن طريق التخصص وطالما أن الصورة الإعلامية تشوهت فمن المهم والضرورة أن نسعى جاهدين إلى بناء ثقافة رياضية وإعلامية مختلفة ترتقي بالرياضة وترتقي بعقول من ينتمي إليها وإلا فإن الذي نتعايش معه في هذه المرحلة سيتفاقم ويصبح عائقا للعقول قبل أن يكون هادما لمنظومة كرة القدم ومستقبلها ونجومها. ـ غادر كانيدا أركان الاتحاد لكنه ترك دليلا جديدا يؤكد لنا أين تكمن صناعة القرار؟ ـ كانيدا لم يصافح الكابتن محمد نور ربما لأنه غاضب وربما لأن هذا الآخر كان سبباً مباشرا في رحيله وعلى غرار ما حدث لكانيدا ومن قبله مانويل جوزيه تبدو حقيقة العميد واضحة ولا تحتاج لمن يفسرها. ـ عموما أتمنى من صميم قلبي أن تكون هذه التغييرات الفنية التي طرأت على البيت الاتحادي سبباً مباشرا يسهم في استعادة وهج الإتي ويكون دافعا يلغي سلسلة إخفاقاته الماضية إلى أن يصل مكانه الصحيح قوياً بين الأقوياء وبطلا بين الأبطال.. وسلامتكم.