اتحاد ضعيف
الخطأ وارد لكن دائرته عندما تتسع وتكبر فهذا الخطأ قد يصبح بمثابة المقدمة التي تصنع الأزمة وتفاقم المشكلة إلى أن تصبح بمثابة العائق لكل نجاح تنتظره الرياضة أو يطمح في تحقيقه كل من ينتمي لأوساطها. ـ ففي مفهوم الإدارة الرياضية الصحيح عليك أن تحاصر الخطأ .. تتفهم أسبابه وتعي مسبباته حتى تستطيع القضاء عليه أو على الأقل تحجيم دائرته والانطلاق من بعد ذلك لبناء الوسيلة التي من شأنها الإسهام في تمهيد كل الطرق المؤدية إلى غاية الهدف المنشود أقول غاية الهدف المنشود مع أن هذا الهدف قد يصعب تحقيقه بعدما بدأت قرارات وتوجهاد اتحادنا الموقر تأخذ طبيعة (الضعف) وليس (القوة). ـ اليوم واليوم تحديدا رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته في قمة الحرج أمام الجميع والسبب في أسلوب وطريقة التعاطي مع بعض القضايا التي برزت مؤشراتها الأولية لتعطي دلالاتها بعض المخاوف على مستقبل الرياضة والتحكيم تحديدا حيث لاتزال القوة قوة (النادي) لا قوة (الاتحاد) ولعل ما حدث مؤخرا في قضية طاقم التحكيم الذي سيتولى نهائي كأس ولي العهد لهو خير دليل على أن اتحاد أحمد عيد أوجد الصدمة ودق أول مسمار في نعش ضعفه، فبعد أن قرر أن يتولى قيادة هذا النهائي طاقم تحكيمي سعودي عاد إلى (الخنوع) متنازلا عن توجهاته وأفكاره وكل ذلك من أجل أن يجامل هذا ويطبطب على ذاك. ـ مسألة أن تبحث الأندية كل الأندية عن مصالحها هذا حق مشروع لكن ما لايمكن قبوله هنا هو أن يصبح (الموظف) أقوى من (المدير) كون هذه الحالة هي التأكيد على الخلل كما هو تأكيد آخر على أن العمل سيصبح معها أكثر ضعفاً وأكثر (ضياعا). ـ شخصياً كنت ولا زلت من أكثر الداعمين والمساندين لاتحادنا الموقر لكن هذا لا يعني الصمت على حجم الخطأ الذي وقع فيه تجاه الحكام السعوديين وبالتالي ولكي تصبح الصورة واضحة أقول: كم تمنيت أن يلتزم اتحاد أحمد عيد عدم الخوض في هذا الجانب حتى لا تصبح قراراته ضعيفة بدليل أن ما أقره سابقاً تنازل عنه لاحقا وأثبت بهذا التنازل حقيقة كل الفوارق بين (الضعف) و(القوة) والقوة هنا عندما تحظى بها الأندية على حساب مرجعيتها الأساسية وهي مرجعية الاتحاد السعودي لكرة القدم فهنا يكمن الخلل ويبرز الخطأ وتتفاقم المشكلة. ـ أتألم كثيرا ليس لأن اتحادنا المبجل بات ضعيفاً في توجهاته، بل أتألم وأحزن على هذه الثقافة السائدة بيننا اليوم والتي لاتزال تستهدف محاربة الكوادر الوطنية وتهميشها في مقابل (تضخيم) الأجانب والتركيز عليهم. ـ نتألم ونحزن ومع ذلك لا نملك إلا أن نقدم النصح بضرورة تعديل هذه المفاهيم الخاطئة وتصليح الاعوجاج الواضح فيها حتى لا نخسر المزيد.. وسلامتكم.