الإعلام الموجه
تختل قاعدة الإعلام الصحيح، وتصبح آيلة للسقوط إذا ما استندت على تلك السواعد الهشة التي وصلت إليها من النافذة لامن الباب. - فالإعلام بكل وسائله مهنة سامية تؤدي رسالتها للناس دون وصاية .. تستقل بالخبر والرأي ولاتقبل بمن يحاول أن يلوي لها ذراعا أو بمن يمارس سطوته من تحت الطاولة ليجعل منها الأداة التي يعزف عليها مايريد وفي أي وقت يريد. - بالطبع لن أتخذ موقف الدفاع عن مجال هو مني وأنا منه، لكنني في الوقت نفسه أجد بيننا من يسيء لهذا الإعلام ولكل تعريفاته العلمية الصحيحة، والسبب أن هؤلاء الذين امتهنوا المهنة بأسلوب المشجعين لابأسلوب المتخصصين هم من ساهم في تشويه صورته الجميلة بأخرى فيها من القبح ما يجعلني في قائمة من ينادي اليوم بضرورة إجراء (فلترة) شاملة على هذه الوسائل حتى لايصبح الكل في ميزان التقييم سواسية، فكما قيل ويقال التفاحة الفاسدة تفسد الصالحة. - أي وسيلة إعلامية سواء كانت مسموعة أم مقروءة أم سواء كانت مرئية عليها مسؤولية التركيز في جلب الأفضل والحرص على إبراز الأجمل حتى تستعيد توهجها، ولكي لايتم تصنيفها على أنها مجرد (لعبة) يسهل تمريرها بأيدي من لايملكون من حضارية التعامل إلا مسماه. - فضاء الإعلام في هذا الزمن فضاء مفتوح يسهل على كل من يحاول البحث فيه الوصول إلى حيث معرفة الحقيقة، وإذا ما تشعبت الأسئلة حول هذا البعض الذي مارس التشويه فالإجابة هنا ستبدو سهلة وميسرة لكل من يرغب في معرفتها. - من ينتمي للإعلام يجب أن يقدس مهنته.. يجلها.. يحترمها.. يناضل من أجل استقلاليتها لا أن يصبح مجرد (بوق) يردد ما يملى عليه، أقول ونحن في هذه المرحلة لانزال نعاني من إعلاميين في ثوب مشجعين يتم انتدابهم للنادي المفضل لا لهذه المهنة التي تحتاج لمن يصون قيمتها حرفا صوتا. - مؤكد أن أي مجال لايخلو من الخلل، والإعلام مجال فيه الصالح والطالح، لكن المهم أن نهتم بالصالح ونحجم الطالح.. هذا إن كنا بالفعل راغبين في المحافظة على ما تعلمناه عن هذا الإعلام ودوره ورسالته المستقلة. - العجيب الغريب المضحك المبكي أن يقدم لنا الإعلام الجديد ألف رئيس تحرير لا يتجاوز عمره العشرين، أما الأكثر عجبا وغرابة فيكمن في أن من استهل مشواره الصحافي منذ عقود لايزال مكانك راوح وهنا يتضح الهرم المقلوب وبالفعل(عش رجبا لترى عجبا). - ختاما الكل يترقب ديربي الشرائع .. يترقب الأهلي والاتحاد ونتيجة اللقاء وأشياء أخرى قد تبعثر الكثير من الأوراق. - نزال الغد نتمناه الامتداد الجميل لسابقه .. إثارة وندية ومنافسة لاتتجاوز حدود الميدان فهذا الذي نتمناه، ولا شك أن كبار الراقي والعميد قادرون على تحقيقه.. وسلامتكم.