الفساد الرياضي
نكتب هنا ونحلل هناك.. نتفق في قضية ونختلف حول أخرى لكننا في النهاية نجد أنفسنا مجمعين بالصوت قبل الكلمة على أن رياضتنا لن تنهض من سبات الإخفاق الذي لازمها إلا حين ندرك حجم الفساد الذي تفشى في بعض اتحاداتها والاسراع في القضاء عليه. ـ بالأمس فتح لنا لاعب البلياردو نايف الجعويني قضية أخرى في اتحاد لعبته وفي كيف يدار وهي القضية التي جاءت لتكون الامتداد الطبيعي لقضية الوحدة ونجران وقضية الرشوة والتي مرت من أمامنا وكأنها سحابة صيف. ـ الفساد في أي مجال مشكلة فكيف إذا ما تعلقت هذه المشكلة برمتها بمصير رياضة وطن ومستقبل شباب وطموحات أمة؟ ـ ما يحدث اليوم في رياضتنا لا يمكن وصفه إلا من خلال المسؤولية والقانون فالأولى منحت لشخوص عمل ليسوا هم الأجدر بها أما الثانية فهي معنية بغياب القانون وصرامة لوائحه تجاه مثل هذه الفئة التي تحدث عنها الجعويني دونما يجد لها من رادع. ـ هنا ولكي أكون دقيقاً في الطرح أقول ليست الحالة التي مر بها نايف الجعويني مجرد حالة عابرة أو أنها نتاج أخطاء غير مقصودة بل هي في الحقيقة بمثاة العنوان الجديد الذي يقدم الصورة والمشهد البارز لبعض اتحاداتنا الرياضية التي ساد فيها الفساد وعم وما اتحاد لعبة البلياردو والسنوكر إلا أكبر الأدلة على ذلك. ـ نحزن كرياضيين على هذا الحال المؤلم الذي وصلت إليه رياضتنا السعودية ومستقبلها.. نحزن ونتألم ونحن من مرحلة إلى مرحلة لانزال نتعايش مع نفس الخطأ ونفس المشكلة ونفس الأزمة دونما قدرة على رؤية الحلول والحلو بالمناسبة إذا ما غابت وغيبت فمن البديهي جدا أن يستمر الوضع كما هو عليه فساد يتبع فسادا وإخفاق يعانق إخفاقا. ـ هنا وليسمح لي الأمير نواف بن فيصل أن أقول ما الفائدة في أن يصدر توجيهاته للجنة عاجلة تتقصى الحقائق وتفتح التحقيقات في الوقت الذي لا يرى فيه الجميع نتائج ملموسة على الأرض كما حدث في قضية رئيس النادي واللاعب والتي نشرتها صحيفة (سبق) الإلكترونية او كما حدث في قضية نجران والوحدة والتي آلت إلى رفوف التجاهل والنسيان. ـ ندرك جميعا مدى حرص الأمير نواف على استقرار الوضع الرياضي والمساهمة في إيجاد المناخ الصحي لكافة الاتحادات فلا يمكن لنا أن نشكك في ذلك لكن طالما أن أمر الفساد استشرى في مجال الرياضة فلابد وأن يتحرك بصفته المسؤول الأول لكي يضرب بيد من حديد كل من يحاول أن يتسبب في تصدير الفوضى والعبث بمصلحة الرياضة واتحاداتها وألعابها حيث إن المجاملة في هذا الاتجاه مرفوضة ولا يمكن لأي رياضي سواء أكان هذا الرياضي لاعبا أو مسؤولا أم إداريا أم سواء أكان مشجعا في قائمة البسطاء الذين يحبون الرياضة القبول بها. ـ ختاما حاسبوهم وأنصفوا نايف الجعويني لأن غيرته على سمة رياضتتنا بذرة صالحة يجب أن تسقى لتنمو وتثمر.. وسلامتكم.