2012-12-02 | 07:13 مقالات

ثلاثة مع الرأفة

مشاركة الخبر      

- فاز الأهلي وخسر الاتحاد، وما بين فوز الأول وخسائر الثاني البون شاسع بين من يقيس الأمور بالعاطفة وبين آخر يقيسها بموضوعية يدعمها المنطق، وفي كلتا الحالتين المنطق يكسب والموضوعية تتغلب على العاطفة. - عاطفيا قد نتحدث على أن فوز الأهلي أعاد الفريق إلى حيث كان عليه الموسم الماضي قويا يصعب هزيمته، أما بلغة المنطق فالمنطق يقول هنالك أخطاء فنية لاتزال قائمة، هذه الأخطاء إن لم يسارع الكوتش جاروليم في إيجاد حلولها فالخوف كل الخوف أن تبقى مهمة الاتحاد التي تجاوزها في الشرائع وبالثلاثة مجرد مرحلة عابرة سرعان ما يعود بعدها الفريق ليتكبد المزيد من الخسائر. - معلوم بأن فوز الأهلي على الاتحاد جاء منصفا للاعبيه الذين حالفهم التوفيق في ذلك ونجحوا في هز شباك العميد مرة ومرتين وثلاث، لكن الذي يجب أن يستوعبه الجميع وأعني بالجميع هنا اللاعبين والإدارة والجهاز الفني هو المتبقي لهم في مسيرة الدوري، ذلك لأن عودة الروح وترابط الصفوف وتدعيم الخلل الواضح في المحاور وعمق الدفاع مع ضرورة تفعيل صناعة اللعب وقيام ظهيري الجنب بالمساندة في الهجوم والدفاع يمثل المطلب المهم الذي يجب أن يتحقق حتى تصبح مثل تلك الثلاثية حافزا ودافعا لتلمس احتياجات الفريق وتوفيرها، ليكمل مشواره ويعود إلى عشاقه كما كان قويا بمستوياته ونتائجه وقويا أكثر بمهارات نجومه وحماسهم. - بالطبع ثلاثية الأهلي في شباك الاتحاد رائعة من حيث قيمتها وأهميتها وتوقيتها، لكن السؤال: هل فوز الأهلي على الاتحاد هو قمة الطموح؟ - أعلم يقينا بأن الأهلي كبير ويمتلك كل مواصفات البطل، وإذا ما تعاطى مع فوزه الأخير بنوع من الهدوء وابتعد أنصاره والمقربون من إدارته ولاعبوه عن المبالغة، فهو قادر بقوة على أن يكسب المزيد ويصل إلى المركز الذي يليق وحجم تاريخه وجماهيريته. - على الأهلي أولا أن يستوعب جيدا من الأخطاء السابقة من أجل أن يضمن له موقعا مهما في دائرة المنافسة، أما المبالغة والقفز عن علاج بعض الأخطاء في توليفته فهنا قد تأتي المرحلة المقبلة بما لايسر، أقول قد ولم أقل غيرها لكي لا يغضب البعض. - فنيا حضر تيسير الجاسم بنصف مستواه فتألق الأهلي، وأجاد فيكتور كعادته فتميز البصاص والعيسى، وهنا يأتي التأكيد على أن بعض النجوم يمثلون مركز الثقل الأهم الذي يجلب الفوز ويحقق الانتصار. - مبروك للأهلي تلك الثلاثية التي فاز بها وكادت أن تصل للخماسية لولا الحظ، وهاردلك أقولها لكل الاتحاديين الذين أحزن لوضع كيانهم الذي لايزال يعتصره الألم بفعل فاعل أوجد كل تلك الأزمات المالية في أروقته. - ختاما كم أضحكني ذاك الذي طالب بإقالة جاروليم، وعندما فاز الأهلي تراجع عن أقواله. - هكذا نحن دائما عاطفيون، الرأي الذي نقوله في الفوز يختلف عن ذاك الذي نقوله عند الخسارة.. وسلامتكم.