يا حمرة الخجل
أين أنتِ يا حمرة الخجل.. عبارة يرددها لسان كل رياضي اليوم بعد مشاهدة مثل ذاك الاستقبال المخجل لبعثة المنتخب الأرجنتيني والذي لا يعدو كونه سوى التأكيد على ما تعانيه رياضتنا من فكر لا يزال يسبح ضد تيار النجاح والتطور والاحترافية. ـ بالأمس الأول وصل ميسي ورفاقه إلى الرياض لكن الذي تعايشنا معه وعلى الهواء مباشرة لا يليق أقول لا يليق لقناعتي بأن كل من تسبب في تلك الفوضى العارمة يجب أن يحاسب. ـ هل نحن بدائيون لهذه الدرجة حتى نعجز في استقبال بعثة رياضية قائمتها الرسمية لا تتجاوز العشرين شخصاً؟ ـ أسأل في وقت نحن فيه نعلم جيدا بأن مراحل الزمن الفائت قدمت لنا مع الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) كافة النماذج الرائعة في التخطيط والتنظيم والرقابة، ولعل تنظيم نهائيات كأس العالم للشباب وغيرها من المناسبات والأحداث لهي الدليل والشاهد والبرهان الذي نحمله بل نرفعه اليوم لتذكير هؤلاء المتسببين في ما آلت إليه لحظة استقبال البعثة الأرجنتينية والتي لم نجد خلالها إلا العشوائية والفوضوية والعبث. ـ نحزن جميعاً ونحن نرى هذه الأخطاء تبرز أمامنا دونما قدرة على معالجتها ونتألم أكثر حين تصبح كل هذه الأخطاء عنوانا رئيسيا لرياضتنا اليوم. ـ بالطبع ليست عملية استقبال بعثة رياضية معقدة لكننا جعلناها تظهر هكذا، أما لماذا وكيف وما هي الأسباب فعلى اتحادنا الموقر إبراز كل أجوبته حتى نستوعب حقيقة ما حدث ولكي نحدد من عمق أجوبته ما يكفل لرياضتنا في المستقبل أن تظهر بالشكل المطلوب وخاصة في الشأن المتعلق بالتنظيم والاستقبال وتهيئة الأجواء المناسبة التي تعكس للآخرين مدى قدرتنا ورقينا وحضاريتنا وهذه في المجمل ستبقى متروكة لصناع القرار الأول والذين لا نتمنى أن يصمتوا عما حدث أمس الأول لأنه بصراحة حدث مخجل ومؤسف ولا يليق لا بواقعنا العام ولا بواقع رياضتنا السعودية. ـ أما في مضمون التجربة المهمة التي يخوضها منتخبنا الليلة فمع أن الفوارق الفنية جلها يصب لصالح المنتخب الأرجنتيني إلا أننا نتمنى أن يكون الأداء العام مقنعاً للأخضر فنيا ومعنويا كون هذا اللقاء وبرغم أنه لقاء ودي لا يعتد بنتيجته إلا أنه قد يكون مفيدا لإعطاء اللاعبين المزيد من الثقة التي تؤهلهم للتجهيز التام للاستحقاقات الرسمية المقبلة بداية من كأس الخليج وانتهاء بكأس الأمم الآسيوية . ـ توليفة ثابتة ومعروفة هي من يحتاج إليه منتخبنا الوطني مع ريكارد أما فلسفة (شيل وحط.. غير وبدل) فلن تحقق ما نطمح ونتطلع إليه بالقدر الذي تعيقه. ـ ختاماً رمز الأهلي وكبيره الأمير خالد بن عبدالله لا يتحدث كثيراً لوسائل الإعلام لكنه عندما يتحدث يأتي بما لم يأتِ به الأوائل .. فكر واعٍ كهذا هو من نحتاج إليه فتعلموا من هذه المدرسة الخالدة التي لاتزال فصولها مفتوحة لكل من يتطلع إلى النجاح... وسلامتكم.