2012-02-04 | 18:00 مقالات

نشوف مين ونخلي مين؟‎

مشاركة الخبر      

يومياً أصبح المستمع والمشاهد على موعد مع (تخمة) من البرامج الرياضية ينطلق بثها ظهراً وحتى الساعة الواحدة صباحاً من اليوم التالي، جزء منها يبث عبر أمواج الأثير عن طريق (ست) محطات إذاعية، ونفس العدد تقريبا من خلال قنوات تلفزيونية فضائية كلها مهتمة بتغطية أحداث الكرة السعودية مما يجعل سوق (المنافسة) أبوابه مفتوحة للجميع بحيث تسمح لهم بـ(حرية) متناهية اختيار الموجة التي يستريحون استمتاعاً بها، والقناة التي يفضلون مشاهدتها ويركزون على متابعتها وأي من هذا الكم الهائل من البرامج (يضبطون) الساعة بالدقيقة لكي لا يفوت عليهم مواعيدها لما تحتويه من مواد (دسمة) على مستوى الخبر والسبق الصحفي وتقارير تناقش قضايا مهمة في الأندية والملاعب ولجان الاتحاد اتحاد كرة القدم، بالإضافة إلى تصريحات ساخنة وحوارات ملتهبة..إلخ.
ـ وبسبب هذه التخمة ونتيجة لفكر متقارب في الإعداد إلا في حالات (نادرة) لا يجد المستمع للمحطات الإذاعية عناء في متابعة برامجها حسب وقت (مستقطع) من حياته اليومية قد يصل إلى خمس دقائق أو ساعة وربما أكثر وذلك أثناء تواجده في السيارة قائدا لها أو يكون أحد ركابها فهو (يطقطق) على أكثر من مؤشر ينقله من محطة إلى محطة وما ينتهي من مشواره يسعد بدقائق تسلية قضاها من موجة لموجة أنسته إلى حد ما (زحمة) السير وغذته بمعلومات خبرية وآراء سريعة أعجبته أو استفزت فكره ومشاعره.
ـ كذلك الحال بالنسبة للقنوات الفضائية وما تقدمه من برامج رياضية، فهي لا تختلف كثيرا في مضمون أخبارها وفقرات تكاد (متشابهة) إلى حد كبير حتى على مستوى البرامج (الحوارية) أصبحت تسير في اتجاه واحد تناقش قضايا مكررة أو لحالات تتعلق بمشكلة تجد في جميع القنوات أسلوب تناولها ومعالجتها لا فرق إلا في طريقة العرض من خلال (استعراض) لغة إنشائية أو عبر استخدام (فيدو كليب) لأغاني تبعث الحزن والاكتئاب لدى المشاهد وكأنها تذكره بالمسلسلات (الكويتية) الغارقة جدا في دراما سوداء كلها بكاء في بكاء ولا مكان للفرح والأمل من بدايتها إلى نهايتها.
ـ لا يعني رأيي هذا أنه لا يوجد أي برامج متميزة بقدر ما أرى أن الغالبية العظمى فيه تكرار و(تقليد) ممل مع أن الساحة الرياضية السعودية مليئة بالأحداث والقضايا إلا أن الملاحظ أن حالة التشبع التي أصابت المشاهد يعود سببها في الواقع إلى (معد ومخرج) تحول عملهما اليومي إلى (روتين) لا يبحثان عن الابتكار والإبداع مع أن إمكاناتهما وقدراتهما كشفت في فترات سابقة أننا نملك طاقات سعودية تمتلك مقومات النجاح سواء على مستوى الإعداد والإخراج وكثيراً ما أبهرتني بفكرها ونماذج (مذهلة) من العطاء قدمته كلمة وصورة إلا أنها في الآونة الأخيرة لا أدري ما هو سبب تراجعها فلربما يعود إلى هذه (الهجمة) الفضائية لسوق إعلام رياضي وجد المنتج ضالته فيه ليقدم فيه (أي شيء) يخص الكرة السعودية أم أن المشكلة (الحقيقية) يعود سببها نحو (متلقي) وفرت له كل وسائل الترفيه والدلال (يطقطق) على مجموعة من القنوات بضغطة زر فأصبح من كثرة ما يتابع ويشاهد ينطبق عليه المثل القائل (ما يعجبه العجب ولا الصيام في رجب) أم أن هذه (الطفرة) من البرامج الرياضية طبيعية جدا لمرحلة انفتاح إعلامي فرضت نفسها ومع مرور الوقت سوف تكشف الصالح من الطالح والمبدع من المصنوع والفرق بين الجودة والرديء ليبقى الأفضل بينما الأسوأ فإن السوق سيطرده إن لم يحقق الفائدة المرجوة في منافسة (الخاسر) فيها (مفضوح) والرابح سيكون مكشوفاً، ولعل التجربة التي تمر بها كل هذه القنوات الفضائية حاليا سبق أن خاضها الإعلام المقروء والنتائج ظهرت من خلال أرقام التوزيع أو عن طريق (رجيع) واضح أمام الجمهور المشتري، وحتى يأتي ذلك اليوم الذي يفرز السوق عن البرامج الجيدة من الرديئة سوف نبقى أنا وأنت وكافة المشاهدين نردد عبارة عنوان هذا المقال (نشوف مين ونخلي مين)؟.