فيلم هندي (قرقر كثير)
أحيانا حينما أتابع بعض البرامج الرياضية التي تطل علينا يوميا.. تناقش أبرز أحداث الكرة السعودية، أجد أن طاقم العمل من (معد ومقدم) وضيوف في الاستديو الداخلي والخارجي فاقدون(التركيز) تماما، حيث يتحول حوارهم حول المحور الرئيسي الذي بدأوا يتناولون طرحه بجدية لأهميته.. إلى مناقشة مواضيع (فرعية) تؤدي إلى (تمييع) القضية الأساسية.. وبالتالي تشتت ذهن المستمع المشاهد، حيث تلاحظ أن مقدم البرنامج (في واد) وضيوفه نفس الشيء، والمتداخلون ليس بأفضل منهم (كل في واد يهيمون)، إذ يذكروني بالأفلام (الهندية) ومقولة مدير المركز الإعلامي بنادي الشباب (قرقر كثير).. والتي أراها تنطبق على هذه البرامج، ولعل أكثر ما يزعج ويرفع الضغط عندما يكون الموضوع المطروح له علاقة بسمعة (وطنك) وتسمع كلاماً (هايفاً) من خلال (نبش) قضايا (هامشية) ليس لها علاقة بالمحور الأساسي أو القضية المطروحة.
ـ أعطيكم مثالاً (حياً): خمسة برامج كنت أتابع تناولها لموضوع (نصف) المقعد الذي فقدته الكرة السعودية بناء على قرار من المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث يتوجه الحديث والحوار في كل هذه البرامج تارة عن قلة (الجماهير) كأحد المعايير التي تسببت في حرماننا هذا المقعد.. ومن جهة لقطر، وتارة أخرى يتجهون إلى البنية التحتية للملاعب (وخد حش على كيفك) وكأنها (فرصة) وجدوها لاستعراض عضلاتهم النقدية.. مع أن كلا هذين الموضوعين (أشبع) طرحا ونقدا.. بعدما تحدث فيه بإسهاب شديد أكثر من مسؤول في هيئة دوري المحترفين والشركات الراعية والمشغلة للدوري السعودي على مختلف تخصصاتهم، وكان ظهورهم من خلال كل هذه البرامج. ولايقتصر الفيلم الهندي (قرقر كثير) عند هذا الحد من تداخلات بما فيها من نقاش (بيزنظي)، إنما يتجهون إلى (تناقضات) ممثلينا في الاتحاد الآسيوي ومعلومات (متضاربة) حول تصريحاتهم وأسباب سحب نصف المقعد، مع أن (النويصر والمدلج) كانت لهما مداخلات سابقة قبل أن يعلن المكتب التنفيذي موقفه، موضحين أن نقطة الخلاف تكمن في المعيار الذي يخص (الجماهير)، وأن الوفد السعودي قدم احتجاجه وتمت إحالة الموضوع برمته للجنة المسابقات لاتخاذ وإصدار القرار دون أي (تدخل) من المكتب التنفيذي كحالة لأول مرة تحدث.
- ما أريد الوصول إليه أن هيئة دوري المحترفين واتحاد كرة القدم قد نتفق أن لديهما أخطاء، وأن هناك مشاكل تخص جميع المعايير المطلوبة تحتاج إلى معالجة جذرية، لكن كل هذه المواضيع ليست (لب) القضية التي يجب مناقشتها، إنما الموضوع الذي من المفترض (التركيز) عليه سابقا ولاحقاً كـ(قضية) من قبل هذه البرامج وإعلامنا الرياضي عموما هو ماحدث من(مؤامرة) ضد الكرة السعودية.. بتحويل القرار من لجنة المسابقات بعد صدوره بتثبيت المقعد (الرابع) للأندية السعودية إلى المكتب التنفيذي، ثم بحث مبررات قبول قرار التصويت (المفاجئ) الذي لم يكن (متفقاً) عليه قبل هذا الاجتماع بيوم واحد.. بما يدل على أن هناك (لعبة) طبخت تأخذ (مسارين) في طريقة تنفيذها بما يضمن عدم حصول الكرة السعودية على نصف المقعد، فكان المسار الأول من خلال لجنة المسابقات.. فإن نجح الوفد السعودي في إقناع أعضاء اللجنة يصبح هناك (مدخل) آخر لتغيير القرار عن طريق التصويت من قبل أعضاء المكتب التنفيذي.. وهذا ما حدث بالفعل.
- ليعذرني كافة الزملاء على هذا النقد القاسي، ذلك لأنني حقيقة شعرت بـ(قهر) شديد لأنهم كانوا يلفون ويدورون حول حلقة نحو مواضيع ممكن مناقشتها (بيننا) في أي وقت، لكن في هذه المرحلة يتطلب الوضع إعلاميا وقفتهم (الوطنية).. ولهذا أتمنى منهم ومن الإعلام السعودي عامة (مطالبة) قيادتنا الرياضية باتخاذ موقف ضد هذه المؤامرة حتى لو أدى الأمر إلى (انسحاب) أنديتنا من البطولة الآسيوية المقبلة.. ليعلم هؤلاء (المتآمرون) وغيرهم أن الكرة السعودية لن تكون (الحيطة المائلة) التي من خلالها يخططون للإساءة إليها لتحقيق أهدافهم الدنيئة.. والله المستعان.