سامي وفلسفة المدرب الأول في الهلال
لم تكن (مفاجأة) بالنسبة لي ولربما لكثيرين أن تتحول شخصية اللاعب (العملاق) سامي الجابر بعد اعتزاله الكرة إلى (ظاهرة) فنية تبحث لها عن هوية في عالم (التدريب)، حيث أن بوادر هذا التوجه ظهرت لي من خلال فكرنجم (مثقف) رأيته يقدم نفسه بنفسه عبر رسائل خاصة أكد مابين سطورها أنه يعرف(ماذا يريد) في كل خطوة ينوي الأقدام عليها وقد فرش لها أرضية مقدمات ظهرت في (تلميحات) انطلقت عقب (سداسية) الاتحاد في بطولتي آسيا وكأس الملك بالعام المنصرم، حينما تم تكليفه في مباراة الإياب بمهمة تدريب الفريق الهلالي خلفا للمدرب الأرجنتيني كالديرون الذي تمت إقالته بناء على مبادرة شخصية منه.
ـ نتيجة التعادل الإيجابي مثلت للعملاق سامي الجابر (المعتد) بذاته نقطة نجاح باهرة اعتبرها بمثابة (نقطة تحول) في مسيرة حياته العملية لم يفكر فيها في السابق، إلا أن تلك المبادرة بما فيها من (مغامرة) أعجبته كثيرا وسيطرت كثيرا على طموحاته فانطلق جديا (مخططا) عقب تلك التجربة ليحولها إلى قرار يجب أن يأخذ حيز التنفيذ وفقا لمراحل (تدريجية) يرتب لها بعناية فائقة من خلال الانخراط في دورات (متخصصة) في مجال التدريب، وبعدما حصل على الموافقة كان لابد له من تمهيد لـ(القفزة) النوعية التي يخطط لها وذلك عن طريق (حبكة) سيناريو (إعلامي) وفق باقتدار شديد في كتابته بمنتهى (الذكاء) وإخراجه أيضا بما يليق بنجم (عملاق) لم يتوقف طموحه عند هواجس وأحلام الطفولة نحو موهبة كروية تفجرت في الصغر واندمجت في يوم من الأيام مع اللون (الأزرق)، إنما كبرت أحلامه شيئا فشيئا بعدما ترك الكرة كلاعب ليجد نفسه أمام عدة اختيارات (تحركش) في رأسه بناء على مناصب (إدارية) تخطب وده (قطريا).. ليتولى منصبا كبيرا في ناد أو منتخب حسب روايات (إعلامية) كانت تنشر، ولكن كان الاعتذار (سيد الموقف) وفقا لروايات إعلامية أيضا.. على اعتبار أن ما يسعى إلى بلوغه يتجاوز تجارب سبق أن خاضها غيره من زملائه اللاعبين باتوا معروفين بلقب مدربي(طوارئ).
ـ حينما نتعمق في أغوار هذه الشخصية الهادئة وهو يعلن عن تخليه عن منصب (مدير الكرة) الإداري دون أي قرار إداري يصدر من إدارة النادي فيجب علينا أن نتوقف طويلا حول ذلك التصريح الذي انفردت به القناة الرياضية السعودية عن طريق مراسلها (النشيط) عبدالرحمن الدحيم، عندما لم (يكتف) بتغيير مسمى وظيفته إلى وظيفة المدير الفني، إنما وصف مهمة مدير عام إدارة الكرة التي كان يشغلها حسب تعبيره بأنها تتلخص في تسجيل حضور وغياب اللاعبين، وهو وصف يدل على استنتاج وصل إليه عن (قناعة) شخصية للدور الذي كان يقوم به ويؤديه خلال المواسم الثلاثة الماضية، فوجد أن هذا المنصب لايليق به وبقدراته، وأن (التدريب) هو العمل الأنسب، ولكن مسمى (المدير الفني) الذي نعرفه أنه من حيث التدرج الوظيفي هو أعلى مرتبة من وظيفة (مدرب)، ثم إن العملية (التدريجية) وفقا لشهادة التدريب التي من المتوقع أن ينالها تمنحه صفة (مساعد مدرب) إلا إذا كانت معلوماتنا(خاطئة) بأنها شهادة تختلف وتمنح الحاصل عليها صفة أكبر من صفة مدرب ومساعد مدرب فلابد من تصحيحها، وهي معلومة أرغب شخصيا معرفتها بعد (التصنيف) الذي وضعه (سامي) لنفسه بما يطرح السؤال التالي (هل منصبه في الجهاز الفني يأتي من حيث المسؤولية والأهمية بعد المدرب الألماني (دول) أم قبله.. سؤال مهم أعتقد أنه يحتاج إلى إجابة خاصة إذا علمنا أن مهمة المدير الفني هي (التخطيط) ومهمة المدرب ومساعدوه (التنفيذ)، متمنيا كل النجاح والتوفيق لـ(سامي الجابر) في مهمته الجديدة وتحقيق كافة طموحاته لتصبح له في القريب العاجل (بصمة) تدريبية في نادي الهلال توصله بإذن الله إلى (العالمية).