ريكارد و(حسابات) عبدالجواد والشتالي
لم أسمع محللا من محللي القنوات الفضائية من يحمل مدرب المنتخب السعودي ريكارد مسؤولية إهدار فرصة الفوز على المنتخب العماني الذي سهل له مهمة الخروج بنقطة واحدة وحقق لمدربه ما يريد عبر تعادل خطط له، وربما تحرم الأخضر أمل تأهل يستحقه لو وجد مدربا يعرف كيف يوظف اللاعبين حسب إمكاناتهم أو لديه القدرة على تطوير مستوياتهم، حيث إن معظم الآراء اتجهت صوب اللاعبين حول أخطاء وقعوا فيها وجوانب فنية تنقص اللاعب السعودي، حتى من توجه إلى نقد ريكارد مثل (الدعيع) محمد في قناة (لاين اسبورت) كان نقده على (استيحاء) شديد وتردد كان واضحاً في عدم إبداء رأيه الصريح رغم فزعات الزميل طارق الحماد الذي ألمس فيه محاورا جيداً يحتاج من المتحاورين معه بأن يكونوا حاضري الذهن وفي مستوى ذكائه.. وهو يسعى إلى انتزاع رأي (ثابت) يتمسك به المحلل دون (تمييع) للإجابة بآراء غير مترابطة وثقة مفقودة تظهر من خلال (تراجع) المحلل الفني عن آرائه، وإن كان للكلثم موقف ضد الطريقة التي يلعب بها المدرب (العالمي) في بداية التحليل إلا إنه كان هو الآخر (متذبذباً) في آرائه.
ـ الكل تقريبا حاسوا وغاصوا في التاريخ، وفوارق كبيرة بين اللاعب السعودي في الحاضر والماضي على المستوى الفني والفكر، وهناك من ذهب في اتجاه خارج الموضوع متجها إلى الاحتراف الخارجي وتحميل الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الاحتراف مسؤولية عدم دعمهما لهذا التوجه حتى يتطور مستوى اللاعب السعودي، وهذا ما ركز عليه المدرب التونسي عبدالمجيد الشتالي المحلل حاليا في قناة الجزيرة هو وزميله الكابتن محمد عبدالجواد اللذين كانا في (أسوأ) حالتهما في تحليل أسباب ظهور المنتخب بتلك الصورة.. التي لم تسمح لمدربه قدرة الاستفادة من أبسط الفرص التي تمنح اللاعبين الثفة لتحقيق الفوز والمتمثلة في (الأرض والجمهور).
ـ للأسف الشديد كلا هذين المحللين اتجها إلى (تصفية حسابات) مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالشتالي وجدها فرصة لاتعوض لاستعرض عضلاته ليذكرنا بالتقرير الذي قدمه للمسؤولين عن هذا الاتحاد عام 2007م حينما اختير مستشارا على الورق، حيث طالب باحتراف اللاعب السعودي خارجيا وإزالة العوائق التي تمنعه من تحقيق ذلك، وهو رأي ليس بجديد قاله غيره مدربون عقب خروج منتحبنا في الدور الأول من نهايات كأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1998م، وأيدهم آنذاك الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) ضمن قرارات اتخذت تسمح للاعب السعودي بالاحتراف خارجيا فيما عدا مركز حراسة المرمى، ولعلني أتساءل من أين حصل الشتالي وعبدالجواد على معلومة رفض الاتحاد السعودي الاحتراف الخارجي بينما توجد شواهد أن معلوماتهما غير صحيحة، فهناك أكثر من أربعة لاعبين سعودين احترفوا خارجيا.. آخرهم حسين عبدالغني الذي خاص تجربة ناجحة قضاها في أحد الأندية السوسرية.
ـ كما أن عبدالجواد الذي له مواقف شخصية من لجنة الاحتراف ورئسها تحديدا وجدها فرصة هو الآخر مناسبة لتصفية حساباته معها ومع الدكتور (بن ناصر)، ولعلني هنا أيضا استعجب من (تناقضات) عبدالجواد الذي (تضامن) مع الشتالي في كثير من آرائه، بما فيها رأيه حول ياسر القحطاني وغيابه عن التشكيلة الأساسية وهو الذي كان ضد مشاركته في مواجهات وبطولات سابقة فلماذا غير قناعاته ودعم رأي الشتالي؟
ـ الحديث يطول عن مدرب يتحمل المسؤولية بالكامل لو لم يتأهل منتخبنا للمرحلة ما قبل الأخيرة لنهائيات بطولة كأس العالم، حيث سوف أقدم للقارئ الكريم حقائق تدعم كلامي المنشور غدا بإذن الله وتوفيقه حول مدرب عالمي يبدو أننا (خدعنا) فيه.