ريكارد بين مشورة ماجد وناقد
الكل على تراب وطن الحب والعطاء لاشك أنه مع إشراقة صباح هذا اليوم ارتفع عندهم حجم (القلق) ذروته تجاه منتخب بلادهم والمواجهة المصيرية التي تنتظره أمام المنتخب العماني وحول مدى قدرته على تجاوز أهم محطة في مشواره الآسيوي في هذه التصفيات، ولعلني لا أبالغ إن قلت إن الأمير نواف بن فيصل كمواطن ومسؤول هو الأكثر قلقاً وأمنية في خلجات صدره أن تمر الساعات في دقائق وينتهي هذا اليوم على خير بفرحة (سعودية) كتلك التي كانت في مساء الجمعة الماضية وابتسامة سعادة وزعها على نجوم الثلاثية وعلى الجماهير مع كل هدف وعقب نهاية اللقاء أسأل الله القدير أن يتكرر ذلك الفرح، وأن يديم تلك الابتسامة الصادرة من القلب ونراها في هذه الليلة بإذنه جلت قدرته وتوفيقه.
ـ ليسمح القارئ الكريم قبل الغوص في أجواء توقعات هذه المباراة وأعماق مدرب المنتخب السعودي (ريكارد) كيف يفكر والذي ليس أمامه إلا الفوز ولا غير الفوز، فلابد له ولنا من معرفة فكر مدرب المنتخب العماني والذي من المؤكد أنه لن يهتم بما سوف تسفر عنه نتيجة المنتخبين التايلاندي والأسترالي على اعتبار أن (النقطة الواحدة) هي التي حتماً سوف يركز على تحقيقها أولاً وثانياً في مواجهة هذا المساء، ولن يغامر بطريقة هجومية تحقق له الفوز على ملعب الخصم وبين جماهيره خاصة وأن نتيجة (التعادل) تمنحه فرصة التأهل أكثر من المنتخب السعودي الذي ستبقى له مباراة صعبة وغير (مضمونة) نتيجتها أمام منتخب أستراليا يلعبها على أرضه وبين جماهيره، في حين أن خسارة المنتخب العماني تقضي على كل آماله عقب وصول الأخضر إلى النقطة (الثامنة) والتي تؤهله تلقائياً للتصفيات النهائية.
ـ لهذا فإن مواجهة اليوم بالنسبة للسعوديين (حياة أو موت) بثلاث نقاط يجب الحصول عليها، في حين أن العمانيين يكفيهم (التعادل) حيث إنني أتوقع أن مدرب منتخبهم سوف يلعب بخطة (دفاعية) بحتة، فإن جاء الفوز (خير وبركة) وحينذاك سيكون هناك وجه آخر في طريقة المحافظة على هذا الفوز من خلال مشاهدة كل فنون (حرق الأعصاب) عن طريق إغلاق تام ومحكم لكل الطرق المؤدية إلى مرمى (الحبسي) ناهيك عن تألق معروف عنه بإمكان نور وزملائه وضع حد له من خلال التسديدات (الأرضية).
ـ لهذا إن تفوق المنتخب الأسترالي على المنتخب التايلاندي وهو المتوقع حدوثه بنسبة (99.99%) لا أظن أن ريكارد سوف يسمح لمدرب العماني بتسيير المباراة على (كيفه) وحسب مبتغاه بطريقة لعب لم يستطع نجوم الأخضر التكيف معها في المواجهات الأربع الماضية ويحتاجون إلى وقت أطول في غير هذا التوقيت ليندمجوا معها مع أنني متأكد بأن ريكارد لن يتخلى في الشوط الأول عن الطريقة التي لعب بها في كل المباريات السابقة 4ـ3ـ3 أو 4ـ5ـ1 وإن كنت أتمنى أن يسمع مشورتي وليست مشورة (ماجد عبدالله) الذي يتفق معه في نفس التوجه مع أنني أرى أن رؤيتي مناسبة جداً مع مدرب همه الأول والأخير أن يخرج من هذا اللقاء بنقطة واحدة، فالهجوم (الضاغط) لمنتخبنا هو الأنسب لمباغتة المنتخب العماني ومدربه الذي (حفظ) فكر المدرب الهولندي، أما غير ذلك فأعلب ظني فسوف يكون الموقف صعباً للغاية ولنهاية نكتبها بأيدينا (لا بيد عمرو).
ـ على كل حال هذه رؤية كاتب وناقد صحفي مع احترامي لتخصص مدرب في مكانة ريكارد (العالمية) ولخبرة ماجد عبدالله (الأسطورة).