إيه سويت يا زول؟
من خلال مشاهدتي ومتابعتي لمعظم مقدمي البرامج الرياضية أثناء استضافتهم شخصيات على مختلف تخصصاتهم في المجالين الرياضي والإعلامي من خلال حوارات مباشرة يرونها معهم لمعرفة آرائهم في القضايا المطروحة يومياً على الساحة الملاحظ عليهم أسلوب جديد تم (استحداثه) من قبل هؤلاء الزملاء مقدمي هذه البرامج يتمثل في (مقاطعة) ضيوفهم عن طريق استخدام عبارات (نعم.. جميل.. الله يعطيك العافية) ويكررونها أكثر من مرة لإجبارهم على التوقف عن تكملة آرائهم حول أسئلة طرحت عليهم ومواضيع تحتاج أحياناً من الضيف إلى الاسترسال في الإجابة.
ـ أكاد أتفهم جيداً السبب الحقيقي الذي يدفع هؤلاء الزملاء الأعزاء إلى اللجوء لأسلوب (نعم..جميل..الله يعطيك العافية) على اعتبار أنهم مقيدون بموعد محدد للبرنامج وفقرات تفرض عليهم مسابقة الزمن لتغطية كافة الأحداث الرياضية في ساعة أو ساعة ونصف وأن هناك من الضيوف لو تركت لهم مساحة زمن البرنامج كله لاستمر في (الرغي) دون مراعاة لجوانب تخص مذيعاً يقف على رأسه (معد) يطلب منه ملحاً الاهتمام بالوقت ومواضيع أخرى تحتاج إلى تغطية ومتابعة، ولكن أرى أن بعض هذه المداخلات ليس له علاقة بذلك كله، حيث تحرم المشاهد من متعة حوار مثير جداً ومفيد كان يتابعه مما يدعو الضيف إلى الاستسلام والرضوخ لرغبة تشعره في تلك اللحظة وكأن هناك جزاراً يجري خلفه وبيده ساطور وضعه فوق رأسه فيضطر إلى السكوت وفي ملامح وجهه علامة استفهام تقول (أنا إيه سويت يا زول؟).
ـ أعتقد أن الأسلوب الأمثل الذي لا يزعج المشاهد ويريح الضيف أيضاً هو مصارحة الضيف إذا استوفى الوقت المطلوب للتعبير عن رأيه خير وأفضل من مقاطعة أراها في بعض الأحيان تخرج عن نطاق اللياقة الأدبية ناهيك عن أنها تسبب (إرباكاً) للضيف و(التشويش) على رأيه وحرمانه من توضيحه بالكامل عن طريق (فهلوة) مذيع وعبارات (تقطع) حبل أفكار ضيفه وتسلسلها حتى أن البعض من الضيوف سواء كان هو داخل الأستوديو أو تم استضافته هاتفياً بعدما أصبحت لديهم خبرة لم يجدوا أمامهم خياراً بديلاً سوى (تجميد) مقدم البرنامج بعدم المبالاة بـ(نعم.. جميل.. الله يعطيك العافية) ويسترسلون في طرح فكرتهم وراءهم بالكامل وكأنه لا يسمع صوت المذيع.
ـ إنها ملاحظة استرعت انتباهي منذ فترة طويلة، واعتقدت أنها أحد الأساليب (الحديثة) المتبعة في إدارة الحوارات الإعلامية المباشرة على الهواء، ولكن وجدت أن هذا الأسلوب غير موجود إلا لدى أغلب مقدمي البرامج الرياضية (السعوديين) فقط لا غير، وهي ظاهرة (ابتدعها) واحد من أبرز مقدمي هذه البرامج وتأثر به بقية زملائه فساروا (يقلدونه) مما جعل المشاهدين عقب انتشار هذه الظاهرة (المزعجة) جداً يدعون له بقولهم (الله يسامحك يا فلان)، علماً أن هذه البرامج معظمها يومية ووقتها طويل، وأحسب أن اختيار الضيف جاء من أجل الاستفادة من آرائه بما له من قيمة أدبية ونجومية سواء كان رياضياً أو إعلامياً، ويمكن اختصار بعض الفقرات (الروتينية) التي (ما لها داعي) بما تستدعي وجود شخصية (مخرج) للبرامج الرياضية المباشرة تريح معد ومقدم هذه البرامج من مهمة تحتاج إلى حس وفكر (درامي).