2011-10-12 | 18:00 مقالات

الشكوى لله

مشاركة الخبر      

لم يكن منتخبنا الوطني بالأمس سيئا في مباراته أمام المنتخب التايلاندي، إنما قدم مستوى أفضل بكثير من المباراتين السابقتين، ولولا (الخوف) الذي سيطر على مدربه الهولندي لخرجنا من الشوط الأول متفوقين بهدفين على أقل تقدير ولتضاعفت الغلة في الشوط الثاني، ولكن ماذا عساي أن أقول تجاه (ريكارد) الذي كان (متحفظاً) أكثر من اللازم، فمنحه اهتماماً أكثر من حجمه في طريقة لعب وتكتيك فني ساهم في (تربيط) قدرات لاعبي الوسط (الفريدي والدوسري)، بشكل أثر على عطائهما في الملعب، وأداء لم يكن (مقنعا) ومرضيا لنجمين مبدعين مهاريا.. لاحظنا في هذا اللقاء حالة (برود) منهما غير عادية، ولعل التبديل الذي أجراه بإخراجهما والتحسن الذي ظهر على أداء الأخضر قدم دلالات كافية على أنهما لم يكنا على قناعة بالدور(الدفاعي) الذي طلب منهما المدرب القيام به، ولهذا كان الاثنان معا عبئاً ثقيلاً على المنتخب، حيث افتقدنا وجودهما ونجوميتهما ولكن ماذا باستطاعتي أن أقول غير مقولة (الشكوى لله).
- حينما لعب منتخبنا أمام المنتخب الإندونيسي توقعت أنها (مناورة) مدرب لايريد كشف أوراقه و(مخادعة) المدرب الألماني (شافير) الذي علم بأنه أرسل مساعده لمشاهدة اللقاء (الودي)، ولم يخطر في بالي لحظة واحدة أن تلك المباراة كانت تمثل له (بروفة) حقيقية لمواجهة مصيرية للأخضر، وعلى الرغم من الفائدة التي حصل عليها من تلك البروفة إلا أننا لم نر أنه استفاد من أخطائه وفي مقدمتها اللعب بمهاجم واحد، ولن أركز على (ياسر) القحطاني على اعتبار أنني نصحت بعدم مشاركته، حيث إن المشكلة ليس لها علاقة بياسر الذي بدأ يستعيد (عافيته) من جديد، إنما في مدرب مازال يعيش مرحلة اكتشاف ولا يرغب في خوض مغامرة يخشى من عواقبها بتفريطه ببصيص (أمل) فضل المحافظة عليه بنقطة، ليحرمنا فوزا ثمينا كان من الممكن وبنسبة (90%) أن يتحقق، ولكن كما ذكرت سابقا(الشكوى لله).
- لا أدري لماذا لم يحاول ريكارد أن يجري تغييراته مبكرا في الشوط الثاني وتأخر كثيرا، وأكاد أجزم لو أنه لعب بنفس الأسماء التي لعب بها في العشر دقائق الأخيرة من المباراة مع استبدال عبدالله الزوري ليحل مكانه كظهير أيسر عبدالله شهيل لكنا اليوم نحتفل بفوز منتخبنا، وأمل كبير في تطور سوف يشهده الأخضر في المباريات المتبقية له، بحكم إدراكنا أن قناعات المدرب قابلة للتغيير والتطوير، ولكن أعيد وأكرر القول(الشكوى لله).
ـ على الرغم من (النقطتين) اللتين أهدرتا بسبب مدرب (خواف) ولم يتعرف جيدا على إمكانات لاعبيه، إلا أنني لن أفقد الأمل سواء بـ(التأهل) أو في نظرة مستقبلية.. قادر المدرب الهولندي بعد فترة كافية أن يعيد للكرة السعودية(هيبتها) بإذن الله.
ـ في نهاية هذا الهمس المتواضع، أريد أن أسجل إعجابي الشديد بتيسير الجاسم وأسامة المولد اللذين أبليا في هذه المباراة بلاءً حسنا، وكانا (نجمين) ساطعين في هذا اللقاء، أما محمد نور فلن أعلق على حجم (الإضافة) الجيدة التي لمسنا تأثيرها الإيجابي على الأخضر، إنما أعيد القول(الشكوى لله) في من كان سببا بإبعاده في المباراتين الماضيتين.