2011-10-11 | 18:00 مقالات

كن مع الأخضر ولا تبالي‎

مشاركة الخبر      

ليس غريبا أن عبر الإعلام الرياضي والجمهور السعودي عن (تخوفه) الشديد تجاه منتخب بلاده الذي سيواجه اليوم مباراة مصيرية أمام المنتخب التايلاندي، ويعود السبب في ذلك إلى عدم (الاقتناع) بالمستويات الفنية التي قدمها منذ أن تولى المدرب الهولندي (ريكارد) مهمة تدريب الأخضر وزادت حدة هذا (القلق) عقب مباراته الودية أمام اندونيسيا والتي أعطت انطباعا أوليا بأن المدرب غير قادر على فك (شفرة) التشكيلة المناسبة للطريقة التي يرغب أن يلعب بها و(الملائمة) للفكر الذي ينطلق منه ويتأمل من اللاعبين تطبيقه على أرضية الملعب بما لا يدعو إلى الاطمئنان و(التفاؤل) بقدرة منتخبنا تجاوز عقبة (تايلند) ومن ثم مواصلة مشوار بطولة تؤهله نتائجها لنهائيات بطولة كأس العالم.
ـ رؤيتي الشخصية تختلف تماما عن (انطباعات) تتجه نحو مدرب له اسمه وشهرته العالمية يتوقع الإعلام والجمهور أنه يملك (العصا السحرية) ليغير صورة الأخضر (بين عشية وضحاها) وبمقدوره حسب خبرته الطويلة كلاعب ومدرب (التأقلم) بسرعة مع اللاعبين وفرض شخصيته وفكره عليهم في حين أن مثل هذه الأحكام المتسرعة (ودتنا في ستين داهية) إذ كانت عاملا من العوامل التي قادت الكرة السعودية إلى (تدهور) دام سنوات لأننا نبحث عن نتائج وقتية وحلول (عاجلة) لمسها الجميع في سياسة طريقة تعاملنا مع المدربين وفق منطق (يا تصير على كيفنا ولا الله يسهلك).
ـ إن فاز أو تعادل منتخبنا لا يعني أننا ضمنا التأهل وأن المدرب نحج في تحقيق أمانينا، فأمام (ريكارد) مشوار طويل لعمل (شاق) حتى يبني منتخبا (لا نخاف) عليه، وإن هزم اليوم فلكم أن تعرفوا أن السبب يرجع إلى مدرب المنتخب التايلندي (شايفر) بسبب أن لديه خبرة جيدة بالكرة الخليجية وبفكر اللاعب الخليجي كونه درب في الإمارات أعواما وانغمس في المجتمع هناك حتى أنه شرب (ثقافتنا) وبدأ الألماني (يرطن) اللغة العربية وهذه الخبرة أحسب أنها سوف (تفك) له شفرة المنتخب السعودي في طريقة التعامل مع لاعبيه وليس مدربه ولعل الخسارة (الثقيلة) التي مني بها المنتخب العماني تعطينا مؤشرا أن (شايفر) لو ظفر بالنقاط الثلاث فإنه لعب على وتر معرفته بإمكانات اللاعب الخليجي ونفسيته في الملعب ناهيك عن نفسيات لاعبيه والذين منحهم (ثقة) كبيرة قد تكون سببا في الفوز وأتمنى أن يحدث (العكس) تماما وهو أمر متوقع جدا وقوعه، فاللاعب التايلندي يعيش نشوة قفزة لم يكن يتوقعها أن تتم بهذه السرعة، وبما أنه بات (متعايشا) مع هذه الأجواء فلربما تتحقق أمنيتي ويلحق المنتخب السعودي بالمنتخب التايلندي هزيمة (ثقيلة) جدا تهز أركان المدرب (الأحمق) والذكي جدا.
ـ وبين شفرة (مجهولة) وشفرة (معلومة) من واجبي تجاه مواطن يقرأ لي هذا الهمس ألا أبالغ في (تفاؤل) مبني على مباراة واحدة وبطولة كان لنا في جزء من جزئياتها (تاريخ) ولا أقذف به في لغة (تشاؤمية) وهو (ما هو ناقض هم) إنما أقول له (كن مع الأخضر) في كل الدروب حسب رؤية لا تبالي بـ (الماضي) إنما انظر لـ (الغد) مهما كانت نتيجة المباراة فيجب أن نتعلم من (دروس) كان الفرح المبالغ فيه سببا في (الإحباط)، كما أن مبالغتنا في ألم الهزيمة شكل مجموعة إحباطات أفقدتنا (ثقتنا) في ذاتنا وفي الآخرين.
ـ لا يعني كلامي السابق أن يتوقف الإعلام عن النقد فكل من يعمل في تخصص قابل أن يصيب أو يخطئ فيه مثله مثل المدرب واللاعب، وما كتبته بالأمس عن (ياسر) وأكتبه اليوم عن اللاعب (عبدالله شهيل) بأنه اللاعب (الأنسب) للمشاركة في مباراة اليوم والأفضل للعب في خانة الظهير (الأيسر) أما الزوري فلن أكتب عنه كلمة واحدة لأن الوقت غير مناسب مع أمنياتي لمنتخبنا بـ(التوفيق) الذي لمحته في (مناورة) مدرب سوف أحدثكم عنها إن صدق حدسي وصابت توقعاتي.
في حين أنني أرى أن هذه المباراة ما هي إلا (مناورة) لها أهدافها التحضيرية والتجهيزية التي أراد من خلالها المدرب (ريكارد) إجراء تجارب معينة يختبر بها اللاعبين.