تُكال له الهزيمة بذات الفرح
وغالباً يرى "عابر" مشادة كلامية، قد تتحول إلى "اشتباك"، ويقع في "بين" التدخل لإنهاء أزمة، أو أن يكتفي بالفرجة حتى ينال "أحد من أحد"، وقانون ذلك فكرة: قد ليس في صالحه أو في صالحه، إنما شعرت بهذه المقدمة كلغز معقد علي أن أعيد تفكيكه، فأنا أعني من يلاحق من، بين الأهلي والهلال، وهما يشكلان حسابات الدوري للتو، فيما أطراف أخرى مع أن "يحطم الفَخار بعضه "، ويستفيد" المتفرج " أو "العابر"، نقاط أضمن وأكثر أماناً، والأهلي للتو كأنما " تفريغ كافة المدرجات حل عليه بعد ثلاثة الشباب"، هي ذاتها بعد فوز الاتفاق على الهلال ـ حالة أشبه بأمنيات تعيق تقدمهما نحو الدوري ـ وهما بالفعل يشكلان الثقل الأكبر على أي خصم، مع اختلاف كامل دسم الأهلي هذا الموسم "وجوميز" لم يملأ مكان "جروس" بعد ، ولو حقق السوبر والست نقاط، لكنه بصدق في مكان "فضفاض عليه"، لقناعة الأهلاوي بأن فريقه لم يعد يخسر ولم تَصدُق الرؤية، ولأن منهج جروس يعدل الهزيمة، وهذه صدقها أي أهلاوي وفق رقم التعادل والفوز في الوقت الحالك، فيما "جوميز" لم يصمد طويلا، والذي أفرح الهلال بالتعثر، أفرح الأهلي بالاتفاق، ولكن جماهير أندية أخرى كانت "العابر"، ونتائج أنديتها تذهب لأفضل على حساب الشرسين الأهلي والهلال، هذا مؤشر أعتقده ـ قوياً جدا ـ طالما هما (الأهلي والهلال) في انشغال عن بقية المنافسين، أولئك الذين هم أيضا في حلم الدوري " الوردي"، وقناعته، ومسيرته، ومحصلة نقاطه، التي بلغ ذروتها ـ حتى اللحظة ـ فريق نادي الاتحاد ويسعى "بُكره " لأن يلخبط أوجاع الأهلي أكثر، فالأهلي قدم له قرار التنازل بأنه مازال يخسر، والاتحاد أقنع نفسه بأنه أيضا يستمر في الفوز، بنتائج ثقيلة كثقيلة الوحدة ، ما يعني أن "بكرة " أسخن على الأهلي، وأهدأ على الاتحاد ولو من الجانب النفسي، وجوميز يتلقى كل هذا " الضرب المبرح"، وأتفق مع من يقول هو "ليس جروس"، فيما يضع يديه في بنطاله وسط فريق لا يكاد يعود لمظهره البهي، بعد أن غاب عنه جروس، الهلال أيضا يرتكب ذات خطأ الأهلي وهو يبادله تفكير "المراكز" فيما لا يأبه للاتفاق مثلا، ولك أن تعود لتتذكر كيف أن الاتفاق جاء "سميناً" هذه المرة فلم يكن الصيد، ولك أيضا أن تفكر طويلا في تعبير المدرب سامي الجابر بعد تسجيل فريق نادي الشباب لأهداف كسب مباراة الأهلي في الرياض، كيف "نط" وركض ولم يكن في يوم من الأيام "لاعبا شبابيا"، ولكنه فعل ذلك لأن قناعته تنتصر وهو يواجه "فوبيا " الأهلي، الذي طال أمد أن يخسر ولكنه لقنه الهزيمة، ولقن أيضا "جوميز" بخبرته التي ليست كبيرة ، كيف أن من يعدل المسار يكسب، هذه تحسب لسامي ولو "بالغ في الفرح"، وذاك من حقه، كما انتاب الحزن ملامح " جوميز"، وهو يعلم كم فرط في ثلاث نقاط ولو من اعتبار ما أجرى من تبديل، الغريب أن الأهلي أمضى زمناً طويلا وهو يعكسر ولكنه لم "ينسجم"، ولم يوحي مظهره منذ السوبر بأن هيبته كما تركها جروس للناس.
مثل هذه التراتبية كنقاط سلم الدوري والتي أكثرها تتفق على ست نقاط، تشير إلى معمعة طويلة، وعثرات لمن " يتساوون" رقمياً ولكنها من وجهة نظري أخف على الاتحاد الفريق لو جمع أكثر، وابتعد أطول، وضمن نصف النقطة وليس النقطة فحسب، وهذا الرأي لا يبتعد عن أعلاه أو فكرة ـ العابرـ في أن يحطم الفخار بعضه ـ فلا يتحقق الأهلي ولا ينتصر الهلال بالدوري، فهما حتماً بهذا التنافس المنعكس تأثيره أداء في الملعب، سيقعان في مطبات الآخر، وتركيزه، وحقه المشروع في أن ينال مثلهما النقاط ، وأقصد أن يفرطا أكثر، فالحرب النفسية جعلت رؤيتهما "ضبابية "، لواقع منافسة يتعقد في كل مرة بين طامح وجامح، ولو من بوابة " الباطن " الذي هزم الهلال، والاتفاق، والشباب الذي أنهك الأهلي، بل أشعر جمهوره بأن فريق ناديهم لم يعد يسير بذات فكرة " الواثق " التي تركها لهم جروس، وقد يحدث العكس ولكني لا أتفاءل كثيرا مع "جوميز "، ولا مع الهلال الذي يكاد يكون أقوى " العناصر"، ولكنه يتعثر في مباريات له، فأصبحت عليه، وليس هذا تقليلا في من واجه، ولكن منطق "الهالة " لصالحه وبالتالي استبعاد أن يخسر من الباطن الفريق الصاعد للتو ويلعب كرة جدا جميلة وممتعة.
وقد قلت: "قد" يكون ما صاحب هزيمة الأهلي من " طقطقة"، وكذلك الهلال، يصيب المتنافسين بإصلاحات تصيب أو تخطئ، وتعزز في بقية الأندية شعور " الدوري" أكثر، وهذا حق مشروع لهم في أن يبتعدوا أكثر، ولو من باب إثراء التشابك إنما الأهلي منذ زمن لم تكال له "الهزيمة " بهذا الفرح، والهلال أيضا بذات قدر " التشفي"، قد لأنهما أطالا في التفرد بالمنافسة منذ العام الماضي، فيما البقية حاول ولم يكتب له الدوري أو الكأس أو السوبر، وحانت فرصته طالما لم يعد مع الأهلي إلا نصف "جروس"، ولا في الهلال " داهية"، هذا رأيي فلا تبتئس .. خالفني .. وقل لي: "متعصب".. ولم يقرأ كما يجب .. لكني لم أعد أشاهد أهلي " العام" .. ولا هلال أن يقلب نتيجة .. "وقد".. إلى اللقاء.