ضحايا من فشل
يستفزني مصطلح "غربلة شاملة" الذي غالبا ما ترفعه إدارات الأندية عقب فشل الموسم بأكمله، وكأنها تمارس سلطة الأب عندما يشمل عقابه كافة الأبناء فيما أحدهم فقط تسبب فيما أغضبه، ثم من يغربل الإدارة وليس المدير الفني، فتقرأ الخبر أو هذا المسكّن أو الامتصاص للصدمة فيما يغادر المدرب الذي فشل وفي ثنايا المدرب الذي سيصل، وبشكل ينم عن ارتجال الأشياء، تلك التي لا تلبث أن تستدعي ذات العبارة بعدة أشهر موسم من سيفشل مجددا ويكرر حالة الانفعال هذه في خبر معلن، هذه ناحية، الأخرى أن يفقد النادي مواهب ولاعبين كبار في زحام ماتغربل، ويلتقطه آخر أذكى وبسعر تحويل مسار بأقل ثمن، فيما لو عرض ذات " المتغربل" في منتصف الموسم أو في توقيته الصحيح كإستمار لاعب للبيع لجاء السعر أعلى، فما بالك والنادي يغرد: " غربلة شاملة"، أي أن هذا الذي تغربل كقطعة أثاث مستعملة أو بالية فيما لايعتمد قرار النادي على "مشورة " أو رأي فني الذي جاء وأقصد المدرب الصفقة المنقذ والخبير على غرار "درب زلق / حسينوه ". تبرير النادي لمثل احتمالات أن يطالب الجمهور ببقاء لاعب أن تقرير المدرب يتخلص منه، ولا تعلم هل السابق الذي فشل أم اللاحق الذي جاء ولم يختبر "المغربلون " بما يكفي، في حالة لا عدل، وقد عقاب فريق بأكمله لا تشمل غربلته الرئيس ولا مدير الفريق ولا أخصائي ولا طبيب ولا ولا، إنما أصب في سياق العمل الارتجالي الذي يحطم الأشياء تحطيماً، وكحالة ثأر من فشل تسببت فيه عدة أطراف تشكل فريق العمل ويذهب اللاعب ضحيتها لأنه أقل من يقاوم ومن يعجب ولا يعجب، ومن يُرضي ويُغضب، وقد من يستمال من عضو شرف وآخر، ومن التناقض أن تكون رغبة اللاعب فيما تجمع عليه أغلبية أن يبقى، ويبرر عدم التوقيع معه بوكيل أعماله الذي رفع قيمة التعاقد، ليستغل النادي الأمر ويعلن حالة عدم الوفاق، ويبدأ البحث عن لاعب في ذات الخانة بمواصفات أقل وبسعر أعلى من عرض الوكيل، وبالتالي تنجح "الغربلة" وفق منطق على الجمهور أن يقتنع به، فيما لا يسأل النادي إدارته كم كلّف اللاعب المباع أو المغربل ولماذا وكيف ومن يغربل هل من أغضبهم اللاعب بما فيهم المدرب وكافة المناهضين له أم المدرب الذي جاء ولم يختبره بما يكفي. والذي أكرهه وتكرهه أنت أن "نستغفل" كجماهير، فيما لاعبين جيدين يغادرون الفريق الأول تحت أسباب غير معلنة ومنها من تنسق وتراه يسجل في فريقك الذي تشجع بعد انتقاله لآخر "عدّة أهداف " ويتسبب في ركلات جزاء ويصول ويجول في دفاعك أو هجومك أو وسط الذي كان يمثله وقيل عنه " المعطوب "، والمعطوب هذه كثيرة في أندية عدة تبرر بها فشل الإدارة والإداري وقد المدرب فيما " تشاهده بأم عينك يركض ويركل ويرفس ويسجل وطاقة نشاطه في أوج توهجها"، وتسأل لماذا تم التفريط به كلاعب، وبكم، ولمن أنتقل، وكيف كانت حالة التفاوض، ولماذا باع خدماته الوكيل بسعر أقل مما رددت على الجمهور لتكتشف في الأخير أن سوء الإدارة فعل ذلك، وأن تغليف التبرير جاء وفق غربلة وسلطة الأب، ذلك الذي يعاقب كافة الأبناء من أجل أحدهم أخطأ. وهذا النوع من الأداء لم يرق بعد إلى أن العمل الاداري "يُحترف "، وتعززه الخبرات والأدوات والكفاءات التي لاترتكب التبرير بهكذا طرق، وتحل المشكلة في حينها، وتناقش، وتقبل وترفض وتحتج، وتضمن قبل كل شىء أن كافة عناصر فريق العمل على ذات القدر من الأهمية، وبالتالي ليس من السهولة أن تقبل بهذا التفريط " الشامل " تحت وطأة مقصر قال:"الغربلة "، طالما فكرة العمل التراكم، والنسج، وصناعة المنتج، وتطويره، وتعزيزه، والاستثمار فيه، لكن بهكذا سهولة " فقد" دون شك يقابلها " فوضى / تقرير"، لاتترافع عن أشيائها بمنطق الكفاءة، بل تقبل الانحناء من أجلها وليس من أجل " المنتج" الذي في الأخير فريق كرة القدم بما فيه من جواهر، التفريط في "خرزتها " يجعلها تتناثر .. فيما يتلقطها آخر غير "مصدّق " بسعر الأقل .. فيما يمتدح غباء هؤلاء " المفرِّطين ".. فقد صنعوا نجما أغضبهم فغربلوه .. قد لايجدون بديله وأثبتت الأيام لأندية عدة ذلك فيما تكابر وبذات " مسوغات / الإداري " الذي يوصي بالتنسيق ولازال يوصي ليبقى وترحل الكفاءة قد لأن لايدافع عن حق اللاعب ـ النجم ـ الكفء ـ الجيد أحد، يتم حرمانه من ناد أحبه وترعرع فيه وقلل من أجله قيمة صفقته فيما لم يقدر هذا "النبيل" فيه، فيما هو مبدع له أن يرفع سعر موهبته، ثم من الصعب أن تفقد عنصرا علمته ويجيد معرفتك وتجيد معرفته من أجل آخر قد حتى لاتدرك ملامحه إلا من "سمسار"جعل موسمك الفاشل بما قدم لك من مدرب ليس الداهية، ولاعب محترف قد يكون أقل ممن لديك وتدلل عليه الآن ليبتاعه آخر هروباً من شرط الجزاء .. غداً نلتقي بإذن الله.