ثعابين الـ 60
الخبر الذي هدأ : " إن دورة الخليج ستسحب من العراق لتذهب للسعودية "، وقالته وبثته وكالة الأنباء العراقية، ثم جاء النفي، ثم كان الصمت الذي أشبه بأن انطلقت الشرارة التي فسرت بلا " أمن العراق "، عدة مرات خضت في دورات خليج تقام تحت ذات الوطأة، ومن باب أن لاتُفرغ الرياضة من مضمونها، وأن تقام الدورة كما يجب، وأن لاتأتي الرياضة كالمُسكن الموضعي لأزمات السياسة كنت في كل مرة أدلل بحالة وأذهب إلى ما يدعم ويجهض – فيفا- من قرارات وما تَحبكُه السياسة لتناوله الرياضة، المهم أنني تابعت خبر السحب الذي تم نفيه وقلت : سيتأجج في الأيام القليلة المقبلة من باب عدل الأشياء، وقد يحسب لمن يقف على ملف الدورة كمجلس خليجي أن يستشرف لها ما يدعم وليس ما يوزع أرزاق التخوفات بين ذهاب وعودة كافة المنتخبات المشاركة بوقت مبكر، وبالتالي حلحلة الأمر بعيدا عن شكوك من مع أو ضد، لاسيما والأوضاع في العراق تعزز قرار السحب أكثر من النفي، وأقصد الحالة الأمنية ولا اسقرار ما يحدث وما لايصلح لأن يلعب الرياضة أو تقام عليه الدورة، فيما أضغط على مصطلح حسن النوايا وليس ما يعتقد أنه العمل على أن لاتنظم العراق دورة، ومن باب أن الرياضة كافة - المضاد الحيوي 500 - لما تفسده السياسة، وقلت فيما سبق من مقال : إن الأمن في العراق " لو توفر " وفق الحراسات للوفود والملاعب قد لايأتي فيما تحت التراب من أهوال ما خلفت الحرب من متفجرات، وقد من عبوات منها الماء الذي قد لايأتي النقي للوفد والآخر، الطريف المخيف أمس الأول ما ساقته قناة العربية من تقرير لعدد وفيات في العراق بلغت الـ 60 حالة وفق التقرير، متحدثين عن " ثعابين" تهاجم السكان وتلدغ المواطن ليموت دون مكافحة تذكر من جهات عراقية مسؤولة على لسان من تحدثوا للقناة، وكانت الصور ترافقه والمشهد يعزز تقدم " الثعبان " ليلدغ، وهذا من باب ما تحت التراب ليس إلا، طالما يشتكي المواطن العراقي ممن لايكافح مثل هذه الثعابين بما يقتلها قبل أن تقتل الـ 60 إنسانا حتى وقت بث التقرير، قلت: قد يكون من اقترح قرار السحب للدورة سيستعين بحالة جديدة تعزز فكرته وكحالة جديدة، فيما كتبت في السابق عن مظاهرات خرجت للشارع ولم تعد، وعن أوضاع أمنية لم تسمح لمدرب كزيكو بالتجول في بغداد، وأشياء تأتي طبيعية خلفتها الحرب وليس عليك أن تقتسم نصيبك منها كرياض يلعب الكرة ويشارك في دورة خليج، حتى لو كنت الوفد، وليس عليك أن تبقى في الفندق أو مقر السكن أو تنقل لتشاهد المباراة تحت حراسة مشددة وذاكرتك لازالت عالقة بتلك السيارات التي فجرت احتفال مشجعين لكرة القدم في العراق لتحدث أكثر الجثث، وأبقى في القرار الذي تم نفيه وأعلن وبثته وكالة الأنباء، ومن باب : ثم ماذا ؟ هل فارق التوقيت ؟ أم الانتظار على أمل أن لاتهاجم الثعابين، أو يعود المتظاهر إلى أدراجه " السلمية " ؟ أم لايختلف أمر الحلحلة في كل مرة عما حدث مع دورة اليمن وبعدها دورة البحرين، لتبلغ العراق وسط أن ينشغل الناس بما قرار يعتمد أم لا، ومنظم بديل يمارس دورة الانتظار مع كل دورة خليج ليرتب بيته أسرع، وأقصد ملاعب وفنادق لمن سيستضيف وبسرعة طائرة بلاصوت، فإن أحسن أحسن، وإن لا قال تسلمت ملف التنظيم والاستضافة متأخرا واقبلوا منا كافة العذر .. الحل يجب أن يأتي سريعا هذا ما أقصد .. فلا عراق تصلح الآن " لدورة خليج " ووفق حسن نوايا بحتة أعلنت عن سحب وقررت النفي في أقل من ساعات ليدوخ الإعلام بين قرارين .. ولم يبلغ الحل بعد .. أقصد من دورتنا للخليج المقبلة ـ المنظم .. ولو من أجل ثعابين من خرجت " عافانا وعافاكم وعافاهم الله " .. غدا نلتقي بإذن الله.