ذاكرة أن شَجّع
قد لايُذُّكِر من كِبُر سنا بما “ أجَمله “ إلا فريقه الذي انتصر فيأتي من “ الشواعر “! فيما أفسر فرح من أكبر وتقريب حساب احتماله مع من أصغر ويشجع النادي، فالأكبر سنا يتقن “ العشق “ بأصالة ما تراكم، وقاس تجربة أن لايشجع وعشق, فيأتي مديحه أجمل، وذا ردة فعل ومسافة إن خسر، تجده “ يَعَنف “ أكثر، يبالغ في “ كَيف؟ “ تلك التي أوقعت الخساره ـ عشقه ـ أرضا، فيما الشاب فكرة “ الآن “ ويخشى تلاميذ من معه، وقد مايراه يمتد من والد أو والده يمل وتميل لهذا أو ذاك من كفة ناديه فيحاول أن ينتقم مرتين، وـ ينتقم ـ هذه على وزن يُدافع، تلك التي قد تضع الكرة في مرماه بالخطأ، فَيُغفل المَعلومة، ولا يَقبل بالرقم، وقد يكابر ليُرغِم أنف منطق الحوار، فيما الأكبر يتشدد، كما لكافة أشياءه التي أم كلثوم ومحمد عبده والأهلي والهلال والنصر والاتحاد وبقية ما “ ذَاكِرتَه “ التي بناها بأصالة ما اختار ليبقى بجودة لايراها ـ سوء الأختيار ـ بل أجمل “ ما تُغنِّي الذاكرة “ ويفرح، وهي أن يغضب، وأن يرى ماليس ذلك أقل. حالة كهذه “ ذائقة “ ولا تتفق في “ عدة أشخاص “ إلا ما “ جَين وقد جيل “ ويتشابه، ولو جاء مدلولها وراثيا كعدوى أصابت طفلا، والذي تكوّن ونشأ على هذا الضغط المباشر لذائقته الأصغر، لتأتي متوافقه مع سلطة أب وقد أم أو عم أو خال، وقس على ذلك ما نَمنح الأطفال من هدايا – استمالة ـ إن خرجوا من الفرد إلى عائلة الأشياء، تلك التي يحاول الكبير دوما أن لاتخرج عن طاعته ولا سلطته ولا هيمنته وهيلمانه، ويبقى كيف “ التكوين “، وآلية من فَر إلى ماذا وغيّر وبّدل ولم يتعادل وينحاز، وهذه تحكمها إرهاصات وحضانة ما بلغ ليصبح الكبير “ الأب “، ومنها من أقران، وفراغ، وعلاقة بمحب ما لناد ما، ومن فكرة الأنصار ويلتقون، والأصدقاء ـ ويسيئون الحوار ـ فيذهبون بكفة إلى أخرى ويستميلون من لماذا. مثل هذا التشابك تصعب قراءته ولو حاولت تفكيكه، وأبقى في ـ حالة تحول التعصب إلى عشق ـ فالكبير لم يعد يَلعَن ويقبح بذات ما ينفعل، ولكنه يَطرَب ويعشق بذات ما ينفعل، ويستحضر من الشعر أجمله، من الفن أقدمه، ليدلل على حالة من ذَهَله، وقد في حالة استمالة موجهة للصغير الذي يتبادل ذات أكوام التقزيم من ناد الآخر، فيما الأكبر بتعقّله لا يعود لما أسَف وتلاسن، فيغني بما أقدم، وأركَد، وأعقل وأرزن، ويراه يواصل حالة الثبات كحسن اختيار سابق تأسست على قبول صحته ذاكرته التي عليها أن تسهب في الفرح، من أمثلة ذلك “ هنا الأهلي “ / العبارة التي يستدعيها العاشق, وعميد البلد، وجن الملاعب فيما القديم يغني للهلال، وشيخ الأندية فيما الشبابي يعبر عن ذائقته، قس مالدى النصر من مسنين وما لدى اتفاق شرق الوطن وبقية الأندية من ذاكرة ترفض كافة ماليس ناديها، بل حتى من “ شيبان ليفربول كيني دالقليش وماك ديرمت” وبريقل الألمان، وكونتي الطليان، فيما يجمع أغلب الخمسيني فينا على “ برزلة “ من كرة جميلة لم يعد يراها الآن وفق تصاعدية أداء واختلاف طرق ما كان يحدث، ولذا تتفق الذائقة في حالة وحيدة شبه تجمع آنذاك على البرازيل المنتخب الذي يكسب، ويتم اضطهاد بقية من يرشحون منتخبا آخر في كأس عالم قديمة مالم يكن متبرزلا ! هذا المقال شيق، لأنه يجعلني أتذكر من هم “ قرية “، ويلتفون على تلفاز الواحد، كنا نحلل المباراة بعدة طرق أبعد من المباراة وأقرب لعنصرية من نحن، ومع التحول لم تعد قريتي تشجع البرازيل، وأصبح فيها عدة مدرجات لأندية سعودية غير الأهلي والاتحاد، فقد استمالنا بث التلفاز لأول مرة على “ الأهلي “ وكان ينتصر ولذا أعتقدته وكافة أصدقائي، إلا فيما ندر، خلته الأصالة كمحمد عبده، ورددته مع كافة الفرح، وتحول ابني الآن للهلال، لو كان في القرية لما شاهد المباراة، وقد نقطع عليه تيار كهرباء ما يدفع التلفاز ليظهر الصورة. إنما انتصر لفارق السن لا أكثر، فيما لم يقتنع ولدي أمس الأول بفريقي الذي أشجع ويخالفني ويهمش سلطتي الأبوية عليه “ من حق ذائقته التي لاتقبل القمع “، الأغرب من ذلك أن يدافع عن الأهلي بالنيابة فيما لو لم يكن الهلال يلعب، وهذه “ عدوى “ ما وضعت في ذاكرة الطفل ليتشدد ولكنه يخلعها منه معها وفق هلال ما أحب ويفعل أشقاؤه مع بقية أندية من يعتقدونها الذاكرة الأجمل.. بقي أن “ تعشق من تريد “ ولا أن “ تقزم من لاتريد “! خذها من باب لون عربتك المفضل، وإلا لتوقف السير لأن كافة العربات في شارع ما يزدحم “ أحمر “ أو لون ما تراه “ النشاز “.. غدا نلتقي.