اتحاد (نيو لوك)
"التغيير" وبالتالي جاءت نكهة فريق نادي الاتحاد الأول لكرة القدم مختلفة بل عالية في مباراة الهلال ضمن كأس الأبطال، وكأنما شاهدت شخصاً مختلفاً غيّر من ملامحه، وقلل وزنه ليركض أسرع، وجاء مظهره الجميل والملفت للنظر، فيما تردد: "إتيّ.. نيو لوك " أو تستخدم تعبير الموضة الدارج لوصف الأمر، وليس لأنه هزم الهلال يأتي هذا الثناء، بل لأنه جاء أسرع، وأمهر، ويتعاون، ويمتلك كماً كبيرا من المهارة غيرت مفهوم كرته التي عرف بها كصلبة وجامدة وأقصد ـ منهج الأداء ـ فيما بكرته الصلبة حقق آسيا وأبعد من باب أن "لا تستعجل"، غير أنه هذه المرة كأنما يؤدي منهج الأداء المختلف، الفريق الذي يعتمد على كم المهارة وجهد من أقل سناً ويراوغ ويمرر بذكاء، فيما السابق لايتعدد وقد تدور فكرة الأداء فيه التمرير واللعب القتالي على حساب "المتعة"، إنما أقيس ما استمتعت أمس الأول، غير أن الاتحاد الذي " نيو لوك "، روحه مرتفعة، وتمركز عناصره أجود، وجهده عال، ويسدد، ويمرر "البيني"، ويشعرك بترف مهارة مختلفة لدى عناصر جابهت هيبة الهلال وأكملت للتو " ترميم أعطال فريق بأكمله"، هنا يظهر جهد المدرب، جودته أيضا فيمن وضع ليفعل ماذا ولو بالتغيير الأخير الذي سجل هدف الكسب، وقس على ذلك ارتفاع منسوب الأداء عن الند الذي أجهده الاتحاد طول 93 دقيقة المباراة، فيما يهاجم ويباغت ويسدد ويمرر، ومن ذلك كله قلت: " إتي.. نيو لوك "، وكانت قبله الترشيحات للهلال وبنسبة كبيرة من الأهداف في قياس ما قبل وليس ما بعد من الناقد الذي لم يقرأ جيدا، ويميل إلى الهالة والحضور والتوعدات دون أن يضع مشرطه في جرح الخلل، وهذه ناحية. الأخرى أن في شباك الاتحاد الفريق ما قرّب الهلال لتجاوز جولة الإياب من أهداف، ولكن الاتحاد بهذا الأداء الجيد قد لايستلم لمثل حساب الاحتمال هذا، ودون شك سيبدل ويعدل الهلال، وقد لأن مدرب الهلال أخرج الشلهوب وغاب عنه عناصر مهمة جاء وفق "الهزيمة"، ولكنك في الأخير ستردد معي أن الاتحاد يختلف، وأتقن نسبة كبيرة من ترميم تلك الأعطال الفنية التي جعلت أنصاره لايفرحون ويعبرون عن استيائهم من فريق بمثل وزنه وثقله وهالته وهيلمانه، ما أدى لأن تكون مواجهة الهلال محكّ التغيير بين أنصار من " أًبعد وأوقف وغاب وسمح له " وبين "بدلاء" لايثقون فيهم أكثر ممن عرفوهم أكثر مع الفريق، وبالتالي " أتقن البديل تقديم نفسه"، والبديل ليس "العنصر" بل كافة فريق العمل، مع من تطعّم بهم من قديم وكبار وفهموا مرحلة ما يتحول أو التغيير لسياق اتحاد أجمل، لايغضب، لا تهزمه هالة أحد وإلا لكان الهلال فاز، فيما كان بالإمكان أن يخسر بعدة أهداف صفراء وسوداء أكثر. الخلل في الهلال " التغيير" أيضا، ولكنه داخل المباراة، فالأول غير ليدخل للفوز، والثاني استبدل عنصرا بآخر لتذهب به الخسارة " المطمئنة إلى حد ماّ " من خلال تبديلات ساهمت في تقدم عناصر الاتحاد أكثر، ثم طرد لاعب، ثم أشياء قد تكون نفسية من قرارات الحكم، فيما ظهر العنصر الاتحادي أكثر هدوءا وأكثر تركيزا وبالتالي تمريرا ومراوغة واستغلالا للثغرة تلو الأخرى، لاحظ أن الاتحاد يصل أسرع لمرمى الهلال، ما يعني بناء هجمة تمت " مذاكرته" بعناية في حصص التمرين، ولاعب يتقن دور ما يؤدي، وهو الإعداد الجيد من المدرب قبل المباراة وينعكس عليها داخل الملعب.. لا تكترث لرؤيتي الفنية.. وقل "يا تغيير" وبهذا الاتحاد " السَريع ".. التغيير تفرضه الحاجة فينجح.. إن لم يكن كذلك يُصبح " الإسهام " في كارثة.. ولو منها أن يبكي المدرج على هزيمة فريقه.. إلى اللقاء.