(نعيش شويّ)
يغادرون بحنق، تشعر بهم، كأنما كانوا كل ذلك الوقت في “المحرقة” ويتخلصون, ولكني وجدت الأمر أشبه بحكاية دائمة فيما تجد (س) أمضى من العمر عتيا في “مهنة ما ثم يتأفف منها فيما يخلع “قفاز” العمر, ولا يكتفي بذلك يزعم أنه الآن “يكره” من داخل الأشياء التي عرفها ولا تنكر, قد الـ قصيدة, الكرة, أن تقف له وتكثر التبجيلا, أن ناثر, أن صحافي, وبالتالي تسمع لعناته فيما يقدم لك “الخُلاصة” من وسطه الذي رقص كـ”حافية القدمين” ولم يعد “يطاق”
مثل هذه “الحالة” أعيشها الآن، وكأني كنت في العمل الصحافي “محرقة”, ولكن ما إن عدت إلى أحلامي التي لم تتحقق وجدتها “جميلة”, فيها الطفل, فيها “سلطة الأب”, فيها “المعلم”, فيها “الناس” وإن هربوا أو هربت, ما جعلني أسأل هل أنا الموظف أم الذي يقبض الراتب, المُنتج وفق “فكرة ما” أم ما سار ليصل لثلث الحلم الأخير من الصباح؟ قلت أيضا: عندما تكون حرفتك “المبدع” هل أفضل من تلك التي “لا تُبدع”, هل البيئة طاردة أم جالبة, هل عليك أن تلعن فيما تغادر أم تٌبقي للناثر فيك والصحافي لذّة (مَّا), وللشاعر فيك الوزن, وللوراق بقايا ما شطب, رغبة أن “ تخبر” أكثر, وتتحقق أكثر, وتجري اللقاء لستخلص من فم الضيف العناوين, قلت: ولكني فعلت كل ذلك ولو بحجم المقص والأجنحة, وأصابعي التي لم تبلغ سوى أن تكون “أقل” من آخر أفضل دون شك, قلت: أيضا لم تعد الأجواء كما كانت في السابق وإن لم تتبدل “ الثرثرة” وإن بلغت الفضاء, ولم تفارق هم فنجان قهوة “ المكتب” ورصد ما غبت أو غابت الصحيفة عنه, حسنا كل ذلك يحدث في داخل “المغادر” ولو كان الأمر من باب تهيئة ذات, يجب أن تدرك أنها “لما آلت إليك “*!، تلك الحكمة التي “ أكرهها “ فيما تشعر بوداع ما يحدث فيك وتتطبع معه على مضض ليس بالضرورة أن “ يغادروك” بل أن “ تغادرك” فكرة “ المحرقة”, دون قصد النوايا وشوارد الظن.
ولكن لماذا لا نتأفف إلا بعد هذا “العمر”؟ ولا نكره ما “نُبدع” على افتراض ـ حسن النوايا ـ إلا ونحن نمسك بقبضة الباب من داخل الخارج “مغادرين”؟ أيضا نسرف في حلم أن “نعيش شوّي”، وبعد ذلك نغيب, وفق وطأة: كان جيلنا الأفضل, وأحلامنا الأفضل, وبساطتنا الأفضل, وقس على ذلك من ـ ثرثرات بيضاء لا تكتمل ـ فقد مات.
لم أصل إلى خلاصة تفسير أن “ نقبح الداخل” فيما نغادر, ولكنه قد يكون “ثَمن الشيء”، وأن “يعزّ” عليك “فقده” أن تغادره أو تغادرها فتلعن وتقبح, ليس بقصد السباب, ولكن وطأة أن لا تبقى في “الحب”, كمهنتك, كأجواء أن تكتب, وتحلل وتَعلم التفاصيل بفارق الثواني الخمس عن آخر, وتضع قفاز البريسيتج في حقيبتك الصحافية وتسير, وتغضب رئيس المهنة بالتقصير, مثل هذه التفاصيل “أن تلعن الداخل ولكنك تحبه”! كان قال: “كان معك “العمر” فكيف تفتك يدك من يده / يدك؟, ولا تجد عينيه فيك)*!.. قد يكون هذا الـ تفسير، أدعه يكمل: (كنت أراه “يغادر”، كنت أراه “ يقف”، ويغلق الـ “ باب “، وإن نسي شيئا.. لم يكذب.. كان يردد وداعه بطريقة مختلفة..)*! “ يتأهب لـ تلك اللحظة “.. إلى اللقاء.